يحكم الله فيه وهو خير الحاكمين» (١).
وقال ابن كثير ﵀: «وقوله ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ﴾ أي تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه إليك واصبر على مخالفة من خالفك من الناس ﴿حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ﴾ أي يفتح بينك وبينهم ﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ أي خير الفاتحين بعدله وحكمته» (٢).
وقال د. وهبة الزحيلي: «الرسول كغيره من الرسل والمؤمنين يجب عليه اتباع ما أوحى الله له، والصبر على الطاعة وعن المعصية، فإن أصابه مكروه بسب نشر دعوته، فليصبر عليه إلى أن يحكم الله فيه وله؛ بالنصر على أعدائه والغلبة على المكذبين» (٣).
وأمر الله تعالى سيد الدعاة ﷺ بالصبر على ما يقول المعاندون لدعوته وأن يحلي هذا الصبر بالجمال فقال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (٤).
قال الفخر الرازي ﵀: «المعنى إنك لما اتخذتني وكيلًا؛ فاصبر على ما يقولون وفوض أمرهم إلي؛ فإنني لما كنت وكيلًا لك أقوم بإصلاح أمرك أحسن من قيامك بإصلاح أمور نفسك، واعلم أن مهمات العباد محصورة في أمرين كيفية معاملتهم مع الله، وكيفية معاملتهم مع الخلق، والأول أهم من الثاني، فلما ذكر تعالى في أول هذه السورة ما يتعلق بالقسم الأول أتبعه بما يتعلق بالقسم الثاني، وهو سبحانه جمع كل ما يحتاج إليه من هذا الباب في هاتين الكلمتين، وذلك لأن الإنسان إما أن يكون مخالطًا للناس أو مجانبًا