115

Trust of a Muslim in Allah in Light of the Quran and Sunnah

ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

Penerbit

دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وأوحى الله إلى ملائكته: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ (١). وأوحى إلى رسوله ﷺ: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ (٢). أي إنهم ردف لكم، أو يردف بعضهم بعضًا أرسالًا، لا يأتون دفعة واحدة.
وأغفي رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة، ثم رفع رأسه فقال: «أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النَّقْعُ» وفي رواية ابن إسحاق: قال رسول الله ﷺ «أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده، وعلى ثناياه النَّقْعُ».
ثم خرج رسول الله ﷺ من باب العريش وهو يثب في الدرع ويقول:
﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ (٣). ثم أخذ حفنةً من الحصباء، فاستقبل بها قريشًا وقال: «شاهت الوجوه» ورمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه من تلك القبضة، وفي ذلك أنزل الله:
﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (٤). (٥)
إن حقيقة النصر في بدر كانت من الله تعالى قال سبحانه فقد بين ﷾ أن النصر لا يكون إلا من عند الله تعالى في قوله: ﴿وَمَا جَعَلَهُ

(١) سورة الأنفال، الآية: ١٣.
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٩.
(٣) سورة القمر، الآية: ٤٥.
(٤) سورة الأنفال، الآية: ١٧.
(٥) الرحيق المختوم، صفي الرحمن المباركفوري، ص ١٨٦.

1 / 121