123

Trends of Tafsir in the 14th Century

اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر

Penerbit

طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية برقم ٩٥١/ ٥ وتاريخ ٥/٨/١٤٠٦

Nombor Edisi

الأولى ١٤٠٧هـ

Tahun Penerbitan

١٩٨٦م

Genre-genre

﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ ١، فإنه يفهم من مفهوم مخالفته أن المؤمنين ليسوا محجوبين عنه جل وعلا. وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال في قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ ٢: "الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم"، وذلك هو أحد القولين في قوله تعالى: ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ ٣، وقد تواترت الأحاديث عن النبي ﷺ: "أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم"، وتحقيق المقام في المسألة: أن رؤية الله جل وعلا بالأبصار جائزة عقلا في الدنيا والآخرة، ومن أعظم الأدلة على جوازها عقلا في دار الدنيا، قول موسى: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ لأن موسى لا يخفى عليه الجائز والمستحيل في حق الله تعالى، وأما شرعا فهي جائزة وواقعة في الآخرة كما دلت عليه الآيات المذكورة، وتواترت به الأحاديث الصحاح، وأما في الدنيا فممنوعة شرعا كما تدل عليه آية الأعراف هذه، وحديث: "إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" كما أوضحناه في كتابنا "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"٤. الاستواء: قدم -رحمه الله تعالى- لحديثه عن الاستواء بمقدمة وافية كافية عن صفات الله تعالى عموما، ثم قال: وأمثال هذا من الصفات الجامعة كثير في القرآن. ومعلوم أنه جل وعلا متصف بهذه الصفات المذكورة حقيقة على الوجه اللائق بكماله وجلاله، وأن ما وصف به المخلوق منها مخالف لما وصف به الخالق، كمخالفة ذات الخالق جل وعلا لذوات الحوادث ولا إشكال في شيء من ذلك. إلى أن قال: فإذا حققت كل ذلك علمت أنه جل وعلا وصف نفسه بالاستواء على العرش، ووصف غيره بالاستواء على بعض المخلوقات

١ سورة المطففين: الآية ١٥. ٢ سورة يونس: من الآية ٢٦. ٣ سورة ق: من الآية ٣٥. ٤ أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج٢ ص٢٩٧-٢٩٨.

1 / 130