والسديرين والهوى الأبيض القص ... ر الذي شاد عابر للبنبا
وإلى الملك من سبا عبد شمس ... ملك الأرض والأنام مشينا
ولي الأخضر الهنيبق بالطل ... ح أراعي عليه عيرا وعينا
ولقومي يدعو الحجيج لدى البي ... ت يرون الحجيج ذلك دينا
حين كنا على البرية نورًا ... وغياثًا وزينة الناظرينا
فرمانا الزمان منه بصرف ... فمضى حكمه علينا وفينا
من رآنا رأى المنية تحدو ... هـ الينا بذاك حتما يقينا
ثم صرنا من بعد ذاك وهذا ... بالمغارات عبرة الزائرينا
أنا بين الرجاء والخوف أمسي ... ت مقيمًا إلى التنادي رهينا
فأمر جعفر بن قرط بالخروج زل يأخذ شيئًا من منبر هود ولا من كسوة قضاعة ومنعهم ذلك وأم جعفر بن قرط أمر لهم بأفراس فحملهم عليها وأدن لهم بالانصراف، فانصرفوا. فلما بلغ عمرو بن عباد منزله هيأ هدية من جمال وخيل وغير ذلك وسار إلى جعفر بن قوط فأصابه في مكانه لم يرحل عن جوار قبر النبي هود ﷺ فدفع إليه عمرو الهدية فقبلها منه جعفر وكافأه جعفر وأضعف له الهدية ونصب له قبة بعيدًا عن الحي وحمل عمرو معه خمرًا، وكان استرق النظر فرأى جدجاد فهويها وهو أسير، فلما آتاه جعفر بالطعام أكل وجعل يشرب الخمر. قال له عمرو: اشرب من خمري يا أبا عامر. قال له جعفر: يا بني أنا راعي الحي فإن أنا سكرت ضاع الحي، قال له عمرو: اشرب شرابي فهو بري عندك فاني ضيفك، فلم يزل به حتى شرب وعملت الخمر في الشيخ فصرعته. فقام عمرو بن عباد فسل سيفه وضرب به رأس جعفر وجسده