Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Genre-genre
بالاجماع علمت انه لم يكن معه إيمان اصلا، كما اذا رأيت انه يصلي للشمس علمت ان معه كفرا، وان كانت، صلاته للشمس ليست كفرا فان قيل: اذا كانت " إذ " لما مضى، فما معنى قوله: " واذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وامي إلهين من دون الله "؟ وكيف قال: " واذ يتحاجون في النار "؟ قيل: معنى ذلك كله على تقدير الاستقبال لان ما تحقق بمنزلة ما قد كان، كما قال: " ونادى اصحاب النار أصحاب الجنة ".
قوله تعالى: وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها
رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين(35)
آية بلا خلاف
السكون والثبوت والهدوء نظائر، ومثله الاستقرار والاطمئنان والثبات والمسكن والمأوى والمثوى بمعنى (واحد)، تقول: سكن يسكن سكونا إذ لبث في المكان وسكن إذا سكت سكن الريح، وسكن المطر، وسكن الغضب والسكن هم العيال وهم أهل البيت قال سلامة بن المجندل:
ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل
يسقي دواء قفي السكن مربوب
والمسكن المنزل، والسكن السكان، والسكن ان يسكن إنسان منزلا بلا كراء والسكينة: الموادعة والوقار والسكن: الرحمة والبركة، كقوله: (إن صلاتك سكن لهم) والمسكين: الذي لا شئ له - عند ابي عبيدة -، والفقير: الذي له شئ وان كان قليلا قال الشاعر:
أما الفقير الذي كانت حلوبته
وفق العيال فلم يترك له سيد
وقوله تعالى: (اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) قال ابوحاتم: أحسنه - أنهم كانوا شركاء في سفينة لايملكون سواها، فهذا يخالف أبا عبيدة وسكان السفينة معروف عربي اشتقاقه من انها تسكن به عن الحركة والاضطراب تفسير التبيان ج1
Halaman 153