Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Genre-genre
تفسير التبيان ج1
الوجهين قوله: " حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها " فلم يأت " إذ " جواب والوجه الآخر فيه على زيادة " إذ " في هذا الموضع وكلا الوجهين خطأ عنده، لان الجواب في قوله: قتائدة هو قوله: شلا بوقوعه موقع: شلوهم شلا كما يقول القائل: إذا أتيت الحرب، فضربا وطعنا وأما الزيادة فقد بينا وجه الخطأ فيها فيما تقدم واختلفوا في امر الملائكة والسجود لآدم على وجهين:
قال قوم: انه امرهم بالسجود له تكرمة وتعظيما لشأنه - وهو المروي في تفسيرنا واخبارنا - وهو قول قتادة وجماعة من اهل العلم واختاره ابن الاخشيد والرماني وجرى ذلك مجرى قوله: (وخروا له سجدا)(1) ي اولاد يعقوب، ولاجل ذلك جعل اصحابنا هذه الآية دلالة على أن الانبياء افضل من الملائكة من حيث امرهم بالسجود له والتعظيم على وجه لم يثبت ذلك لهم بدلالة امتناع ابليس من السجود له وانفته من ذلك.
وقوله: (قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لان اخرتني إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريتة إلا قليلا)(2) وكان ذلك على وجه كونه قبلة لما كان لذلك وجه، ولا فيه أنفة ولايحسن أن يؤمر الفاضل بتعظيم المفضول على نفسه، لان ذلك سفه به وسنبين قول من خالف فيه وشبههم.
وقال الجبائي والبلخي وجماعة أنه جعله قبلة لهم فامرهم بالسجود إلى قبلتهم وفيه ضرب من التعظيم له وهذا ضعيف، لانه لو كان على وجه القبلة لما امتنع ابليس من السجود، ولما استعظمته الملائكة، ولكن لما أراد ذلك تعظيما له على وجه ليس بثابت لهم، امتنع ابليس وتكبر واختلفوا في ابليس هل كان من الملائكة ام لا؟ فقال ابن عباس وابن مسعود وابن المسيب وقتادة وابن جريح والطبرى: إنه كان منهم بدلالة استثنائه من جملتهم هاهنا في قوله: " إلا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " وقال: (مامنعك ان تسجد لما امرتك) مع قوله: (واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) وهو المروي عن أبي عبدالله (عليه السلام) والظاهر
---
(1) سورة يوسف: آية 100.
(2) سورة اسرى: آية 62.
Halaman 148