Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Genre-genre
تفسير التبيان ج1
ان كنت صادقا، لكان حسنا فاذا نبهه على أنه لا يمكنه الجواب أجابه، حينئذ فيكون جوابه بهذا التدريج أثبت في قلبه، وأوقع في نفسه.
وقوله: " انبئوني " قال قوم: هو امر مشروط كأنه قيل: إن امكنكم أن تخبروا بالصدق فيه، فافعلوا وقيل: إن لفظه لفظ الامر ومعناه التنبيه على ما بيناه في سؤال العالم للمتعلم ولا يجوز أن يكون ذلك تكليفا، لانه لو كان تكليفا، لم يكن تنبيها لهم على أن آدم يعرف من اسماء هذه الاشياء بتعريف الله اياه ذلك ما لا يعرفون فلما أراد تعريفهم ما خص به آدم، من ذلك علمنا أنه ليس بتكليف.
ومعنى قوله: " إن كنتم صادقين " شرط كأنه قيل: إن كنتم صادقين في الاخبار بذلك وليس " إن " بمعنى " إذ " على ما حكاه الكسائي عن بعض المفسرين، لانها لو كانت كذلك، لكانت " ان " - بفتح الهمزة - وتقديره: ان كنتم محققين ايمانكم، فافعلوا كذا وكذا، لان (إذ) إذا تقدمها فعل مستقبل صارت علة للفعل وسببا له كقولك: إذ قمت أي من أجل ان قمت فلو كانت إن في الآية بمعنى إذ، كان التقدير: انبئوني باسماء هؤلاء من أجل انكم صادقين واذا وضعت إن مكان ذلك، وجب أن تفتح الالف وذلك خلاف ما عليه القراء والانباء.
قال قوم: اصله الاعلام كقولهم: انبأت عمرا زيدا أخاك بمعنى اعلمت ولا يصلح هاهنا أخبرت إلا أنه يتناول انبئوني هاهنا بمعنى اخبروني على وجه المجاز والتوسع لتقارب المعنى في الاخبار والانباء، لان الله تعالى عالم بالاشياء فيما لم يزل فلا يجوز أن يقول: علموني لما هو عالم به.
ومن قال: أصله الاخبار، تعلق بظاهر القرآن وفي كيفية عرضهم قولان: احدهما - انه عرضهم بعد أن خلقهم والثاني - أنه عرضهم بأن صورهم لقلوب الملائكة وفي هذه الآية دليل على شرف العلم من حيث أن الله تعالى لما أراد تشريف آدم اختصه بعلم أبانه به من غيره، وجعل له الفضيلة فيه، وفي كيفية تعليم الله آدم الاسماء، قال البلخي: ويجوز ان يكون اخبره بذلك فوعاه في وقت قصير بما اعطاه الله من الفهم والحفظ تفسير التبيان ج1
Halaman 138