55

Tibyan Fi Aqsam Quran

التبيان في أيمان القرآن

Penyiasat

محمد حامد الفقي

Penerbit

دار المعرفة،بيروت

Lokasi Penerbit

لبنان

Genre-genre

Ilmu Al-Quran
فصل ومن ذلك قسمه ﷾ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾ وقد تقدم ذكر القسم عليه وأنه سعى الإنسان في الدنيا وجزاؤه في العقبى فهو سبحانه يقسم بالليل في جميع أحواله اذ هو من آياته الدالة عليه فأقسم به وقت غشيانه وأتى بصيغة المضارع لأنه يغشى شيئًا بعد شيء وأما النهار فإنه إذا طلعت الشمس ظهر وتجلى وهلة واحدة ولهذا قال في سورة الشمس وضحاها ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاّهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ وأقسم به وقت سريانه كما تقدم وأقسم به وقت إدباره وأقسم به إذا عسعس فقيل معناه أدبر فيكون مطابقًا لقوله ﴿وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ وقيل معناه أقبل فيكون كقوله ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ فيكون قد أقسم بإقبال الليل والنهار وعلى الأول يكون القسم واقعًا على انصرام الليل ومجيء النهار عقيبه وكلاهما من آيات ربوبيته ثم أقسم بخلق الذكر والأنثى وذلك يتضمن الأقسام بالحيوان كله على اختلاف أصنافه ذكره وأنثاه وقابل بين الذكر والأنثى كما قابل بين الليل والنهار وكل ذلك من آيات ربوبيته فإن إخراج

1 / 55