الوباء: مهموز، يقصر ويمد.
وقال ابن سينا: يجب على كل محترز من الوباء أن يخرج من بطنه الرطوبات الفضلية ويجوع، ويجتنب الحمام، ويلزم الراحة، ويسكن هيجان الأخلاط، إذا لم يمكن الهرب منه إلا بالحركة، وهي مضرة. فلاح المعنى الطبي من الخبر النبوي.
وخبر عمر مشهور لما خرج إلى الشام حتى قدم سرغ، فقيل له: إن الطاعون [ثم] بأرض الشام، فرجع.
وسرغ: قرية بوادي تبوك، قيل: هي آخر عمل الحجاز، وقيل: بينها وبين المدينة ثلاث عشرة مرحلة.
فصل في الجدري والحصبة والحميقاء
اعلم أن الجدري أنواع كثيرة: فمنه ما لونه أبيض، ومنه ما لونه أحمر، ومنه ما لونه أصفر، ومنه ما لونه بنفسجي، وأخضر وأسود.
فخيره الأبيض لدلالته على قوة الطبيعة كالحال في المدة البيضاء، والرسوب الأبيض. والأحمر دونه الأصفر، والأصفر دونه البنفسجي، والأخضر والأسود رديء جدا، والقليل العدد أسلم وكذلك الكبير الحجم لأنه أدل على مطاوعة المادة وعلى قوة الطبيعة، وذلك إن لم يكن مضاعفا، أعني أن لا يكون واحدة وأخرى طالعة في جانبها.
وأما الكثير العدد والصغير الحجم فرديء، وأسلمه ما ابتدئ خروجه في اليوم الثالث أو ما يقرب منه، والبطيء الخروج رديء لدلالته على قوة المادة وعجز الطبيعة.
والذي يظهر تارة ويغور أخرى فمخوف. والذي يسهل نضجه فسليم وبالضد.
Halaman 268