وإليك هذه الإضافة المتأخرة لنص الفقرة الثامنة عن مروج الإشاعات: «إن الشيء الذي لا أفهمه عن أمثال هؤلاء الناس هو السبب الذي يجعلهم يفعلون هذا؛ فلا يقتصر الأمر معهم على التورط في الكذب، وإنما يتعداه إلى الخسارة في أعمالهم اليومية. إن البعض منهم، هذا شيء يتكرر حدوثه، قد سرقت معاطفهم في الوقت الذي كانوا فيه يخطبون أمام جمهور من المستمعين في الحمامات العامة، والبعض الآخر خسر الدعوى المقدمة منه للقضاء بسبب تغيبه عن حضور الجلسة، بينما كان يحرز الانتصارات في البر والبحر في الاجتماع الشعبي تحت سقف الرواق، فضلا عن فريق آخر منهم فاتته وجبة الغداء أو العشاء لأنه كان في نفس الوقت مشغولا بفرض الحصار الكلامي على المدن. والواقع إن انشغال هؤلاء الناس «بمثل هذه الأعمال» أمر يدعو إلى الرثاء الشديد؛ فهم مشغولون طول اليوم في جميع الأماكن العامة وفي كل مصنع وكل ركن من السوق بإثارة الملل المميت في نفوس المستمعين إليهم، واستنفاد جهودهم وطاقاتهم بالأخبار والإشاعات الكاذبة التي يلفقونها.» (9) الوقح
الوقاحة
Anaixuntia
هنا تدل على معان أخرى تدور في فلكها وإن بدت غير وثيقة الصلة بها، كالغش، والخداع، والرغبة في الإثراء بأي وسيلة، وإدمان التطفل على موائد الآخرين وممتلكاتهم، وذلك بجانب المعاني السلبية الأخرى الأعم من ذلك، والتي تلتصق عادة بالسلوك الوقح. (3) كان من المعتاد في هذه المناسبة أن يدعى الأصدقاء لحضور الاحتفال بتقديم الأضاحي والقرابين للآلهة، غير أن وقاحة صاحبنا تحمله على أن يدعو نفسه للطعام على موائد الآخرين، ويستأثر باللحم فيملحه أو «يخلله» ويخزنه للمستقبل. (7) أو يذهب إلى بيت غريب (كما تقول الترجمة الحرفية في النص الألماني). كذلك تحتمل العبارة الأخيرة أن تؤدى على هذا النحو، كما فعل المترجم الإنجليزي: ثم يلزم الشخص الذي أقرضه إياها أن يحملها بنفسه إلى بيته. ولا شك أن هذا الطلب ألصق بالوقاحة. (8) كان الماء الدافئ يحفظ في القدور النحاسية، ويطلب المستحمون من العامل أو صاحب الحمام أن يصب منه على رأسه وجسده بما يعادل «أوبولين» (كان الأوبول عملة إغريقية قديمة من الفضة، ثم صارت نحاسية، وهي على العموم ذات قيمة متواضعة). (10) النتن
الكلمة الأصلية
Mikrologia
تعني الصغار، كما تعني الشح الشديد إلى حد الوضاعة. ولأن كلمة «الصغير » لا تؤدي المعنى تماما، فقد فضلت كلمة النتن، التي تحتفظ بظلال المعنى العامي عندما يوصف شخص بأنه «قليل» أو نتن (دون أن تفوح منه بالضرورة رائحة منفرة). والمعروف على كل حال أن النتانة يمكن أن تنصرف إلى كل شيء - حتى إلى الكلام والتفكير! - ولا تقتصر على الإمساك عن الإنفاق إلى حد الوضاعة. (1) أي إنه يتحاشى الإنفاق فيما يملك، ويبالغ في ذلك إلى حد الشطط. (2) ربما يكون المعنى أنه يذهب إليك أو إلى غيرك، فيزعجك في منتصف الشهر بأن يطلب منك فائدة صغيرة على الحساب، وتقدر قيمتها المتدنية بنصف أوبول (راجع الهامش الأخير - رقم 8 - في التعليقات على الفقرة السابقة في الوقح والوقاحة). (3) من المعروف في الأساطير الإغريقية أن أرتميس هي ابنة زيوس وليتو، والشقيقة التوءم للإله أبولو، وأنها ولدت في جزيرة ديلوس. وقد توحدت في شخصها خصائص عدد من الآلهة المعبودة عند الإغريق؛ فهي إلهة الصيد والطبيعة العذراء، وهي سيدة الحيوانات التي ارتبط اسمها بوجه خاص بالغزال والدب، وتعودت حوريات الماء أن تسير في ركابها، وارتبطت كذلك بالقمر ارتباط شقيقها بالشمس. وإذا كانت قد اشتهرت بأنها إلهة العفة والطهر، فقد عرفت كذلك كإلهة لخصوبة في النبات والحيوان؛ تبارك الزواج، وتتضرع النساء باسمها إذا جاءهن المخاض. وكثيرا ما صورت في الأعمال الفنية وهي تحمل السهم والقوس والحربة وتتبعها الغزلان والحوريات، ولها تمثال في متحف اللوفر يطلق عليه اسم «أرتميس فرساي»، وهو نسخة رومانية من تمثال برونزي يرجع للنصف الثاني من القرن الرابع قبل الميلاد، وتبدو فيه وهي تنتزع سهما من جرابها أثناء انشغالها بالصيد. (4) ما بين قوسين زيادة للتوضيح، وهي مأخوذة عن الترجمة الإنجليزية (ص41). (5) لا أعلم هل كان العبيد يتقاضون عن خدماتهم الشاقة مالا أم كان السادة يكتفون بإطعامهم. لهذا وضعت الاحتمالين معا. (6) الكلمة الأصلية معناها القرش (أو البنسات الثلاثة، كما نجد في الترجمة الإنجليزية الأوبرا القروش الثلاثة المشهورة للكاتب المسرحي الألماني برشت الذي أخذ فكرتها بدوره عن أوبرا بالاسم نفسه للإنجليزي جون جاي). (7) الضرر هنا يرادف إتمام صفقة خاسرة. (9) أي الأحجار التي تعين بها الحدود الفاصلة بين أرضه وأراضي غيره. ومن الواضح أن كل هذه الأعمال تكشف عن صغار صاحبنا وشحه إلى حد «النتانة ». (11) الفظ
الكلمة التي وضعها المؤلف عنوانا لهذه الفقرة، وهي
Bdeluria ، تدل في الأصل على نوع من السباب المقذع، كما تتصل بكل ما يثير النفور والتقزز في النفس، ويكاد وصف المواقف المختلفة لصاحب هذه الشخصية أن يقتصر على الجوانب المضحكة من سلوك هذا الإنسان المقزز والكريه الفظ. (7) أو هو نوع من المزاج الخشن. (8) بعد هذه الفقرة التي ينتهي بها النص الأصلي وترجمته الألمانية، يورد المترجم الإنجليزي أربع عبارات أخرى أوردها المترجم الألماني في الفقرة التاسعة عشرة المخصصة لشخصية المقزز أو الكريه. وإذا دل هذا على شيء فإنما يدل على الاختلاف في ترتيب فقرات النص بين ناشر وآخر، وذلك كما نلاحظ هنا بين نشرة أوشر الإنجليزي وشتاينمتز الألماني. (12) عديم الذوق
الكلمة الأصلية في عنوان هذه الفقرة، وهي
Halaman tidak diketahui