Kemudian Matahari Terbit

Tharwat Abaza d. 1423 AH
83

Kemudian Matahari Terbit

ثم تشرق الشمس

Genre-genre

قصد الدكتور حامد من فوره إلى بيت تلميذه السابق وصديقه الدائم يسري، وكان هو نفسه بيت عزت باشا. وكان يسري بالبيت فدعاه حامد أن يخرجا معا ليجلسا في سان سوسي، وما إن استقر بهما المكان حتى قال حامد: مسألة يا يسري لو تمت نلنا بها السعادة والغنى والجاه.

وكأنما كان حامد يعلم ما بنفسه من شوق إلى العمل، وما أسرع ما قال يسري في فرح: صحيح. - صحيح جدا، اسمع. المسألة تحتاج إلى عناية ومثابرة واهتمام، وأنا واثق أنها ستتم. - ماذا؟ - منصب عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة التأمين الوطنية. - ما له؟ - خال، ويريدون أن يعينوا فيه أستاذا جامعيا. - ما المناسبة؟ - المناسبة أنهم يريدون أن يضفوا ثقة على الشركة، أو أي سبب آخر، المهم أن زميلا لي مرشح وتجري معه مفاوضات. - من زميلك؟ - الدكتور أنيس عوض. - ولماذا اختاروه؟ - له قريب في مجلس الإدارة. - وماذا تريد مني؟ - لو أن الباشا كلم وزير المالية فرشحني لأصبحت أنت سكرتيرا عاما للشركة بمرتب تحدده أنت. - ولكن الباشا لو عرف أنني سأعمل بالشركة لاعتبر هذا رشوة. - ومن الذي سيخبره؟ - ألست سأعين؟ - بعد أن أعين أنا، وحينئذ لن يكون للباشا عندنا كلام. - معقول. - خدمة يقدمها لي الباشا كما تعود أن يقدم من خدمات. - توكل على الله. - وعليك. - إن شاء الله. •••

عاد يسري إلى البيت والأمل يداعب نفسه عن هذا المنصب الجديد. ووجد الباشا جالسا وحده في المكتب فألقى إليه رجاء الدكتور حامد في لهجة خلت مما يخالط نفسه من آماله يعلقها به، ووجد عند الباشا قبولا كشأنه دائما كلما سنحت له فرصة لخير يقدمه إلى حامد، واطمأن يسري وظل مع عمه يدور بينهما الحديث في شتى مناحيه. ثم قام العم لينام وصعد معه يسري.

وكان جناح يسري وفايزة مستقلا عن البيت لا يشركهما فيه إلا دولت في حجرة مقابلة لحجرتهما. وحين بلغ يسري جناحه وجد حجرة نومه مظلمة وبابها مقفلا، ووجد باب دولت منفرجا ورأى ضوءا خافتا ينبعث منه، فدلف من الباب المنفرج إلى الضوء الخافت.

الفصل الرابع والثلاثون

أصبح يسري بعد تعيين حامد بشهور قليلة سكرتيرا عاما للشركة، ورأى يسري نفسه وهو في بواكير الشباب الأولى ذا حجرة منفردة وذا نهي وأمر وسطوة وسلطان، وأدرك الباشا عند تعيين يسري أنه كان آلة في يد يسري يحركها إلى حيث يشتهي. وقد غضب لهذا الوضع الذي أراده له يسري، ولكنه لم يستطع أن يظهر غضبه واضحا، فقد كان يرى حب فايزة لزوجها، ولم يكن قلب الأب فيه ليتيح له أن يعنف بيسري العنف الذي يراه يستحق. ولكن لم يشأ أن يسكت، بل انتهز أول فرصة بعد تعيين يسري، وقال له: أظن يا يسري أن عملك في الشركة سيأخذ وقتك كله!

وقال يسري وقد أوجس: أظن ذلك يا عمي!

فقال الباشا في حزم: إذن فاترك حساباتي ليتفرغ لها شاب أقل من سكرتير عام الشركة الوطنية للتأمين.

وأطرق يسري خجلا وهو يقول: أمرك يا عمي.

وبهذه السخرية اللاذعة وبهذا الحزم القاطع استطاع الباشا أن يبدي ليسري أنه فهم اللعبة التي دبرها له هو وحامد، وأنه أيضا غير مرتاح لهذا التصرف، كما استطاع بهذه المحادثة القصيرة الحاسمة أن يقطع عن يسري المرتب الذي كان يعطيه إياه.

Halaman tidak diketahui