( 24 ) العمرة وحكيت لهم عن أماكن لا يعرفها حتى الذي حج سبع مرات كغار حراء وغار ثور ومذبح إسماعيل ، وإذا تحدثوا عن العلوم والاختراعات شفيت غليلهم بالارقام والمصطلحات وإذا تحدثوا عن السياسة أفحمتهم بما عندي من آراء قائلا : «رحم الله الناصر صلاح الدين الايوبي الذي حرم على نفسه التبسم فضلا عن الضحك ، وعندما لامه الناس المقربون إليه وقالوا له : كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يرى إلا باسم الثغر ، أجابهم : كيف تريدون مني أن أتبسم والمسجد الاقصى يحتله أعداء الله ، لا والله لن أتبسم حتى أحرره أو اهلك دون ذلك ».
وكان شيوخ من الازهر يحضرون تلك الجلسات ويعجبون لما أحفظ من أحاديث وآيات وما أملكه من حجج دامغة فكانوا يسألونني عن الجامعة التي تخرجت فيها ، فأفخر بأني من خريجى جامعة الزيتونة وهي تأسست قبل الازهر الشريف ، وأضيف بأن الفاطميين الذي أسسوا الازهر انطلقوا من مدينة المهدية بتونس .
كذلك تعرفت في جامعة الازهر الشريف على العديد من العلماء الافاضل الذين أهدوني بعض الكتب ، وكنت يوما ما في مكتب أحد المسوولين عن شوون الازهر ، إذ أقبل أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة المصرية ودعاه الحضور تجمع المسلمين والاقباط في أكبر الشركات المصرية للسكك الحديدية بالقاهرة ، على أثر أعمال تخريبية وقعت بعد حرب حزيران فأبى أن يذهب إلا وأنا معه ، وجلست في منصة الشرف بين العالم الازهري والاب شنودة ، وطلبوا مني إلقاء كلمة في الحاضرين ففعلت بكل سهولة لما تعودته من إلقاء المحاضرات في المساجد واللجان الثقافية في بلادي .
Halaman 18