ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genre-genre
فلهؤلاء خصوصية لا يشركهم فيها عامة بني هاشم فضلًا عن غيرهم.
فأما أهل الكساء فقد برزت خصوصيتهم بقول النبي ﵊ في حديث الكساء (هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق)، فنص بهذا رسول الله ﵌ على كونهم خاصة أهل بيته وأقربهم إليه، فحرص على تجليلهم بالكساء والدعاء لهم لينالهم التطهير، وسيأتي تفصيل هذا في موضعه من الكتاب.
وقد اختارهم دون سائر أهل بيته للمباهلة لأنهم أخص أهل بيته وأقربهم إليه، فخرجوا معه لمباهلة (عبد المسيح) ومن معه من وفد نجران.
وأما ذرية النبي ﵌ وأزواجه فلهم خصوصية الصلاة عليهم في (الصلاة الإبراهيمية) التي وردت بعدة صيغ عن النبي ﵌، منها (قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد) (١).
ولأزواج النبي ﵌ مزايا أخرى منها أنّ الله تعالى جعلهن أمهات للمؤمنين وهي أمومة يترتب عليها حرمة الزواج منهن بعد رسول الله ﵌ لأنهن زوجاته في الدنيا والآخرة، ووجوب احترامهن والتأدب معهن.
ومن مزاياهن أنّ الله تعالى فضّلهن على سائر نساء المؤمنين، فلهن من المكانة والفضل وعلو المقام والرتبة ما ليس لغيرهن من النساء كما قال الله تعالى ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ (٢).
(١) رواه البخاري – كتاب أحاديث الأنبياء – حديث رقم (٣٣٦٩). (٢) سورة الأحزاب آية ٣٢
1 / 78