ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genre-genre
فإذا كان التيجاني لم يقتنِ دواوين السنة المشهورة إلا في هذا الوقت المتأخر فبأي علم كان يُفحم شيوخ الأزهر، وأي أحاديث تلك التي كان يحفظها ويحاجج بها دون أن يقتنِ كتابًا من كُتبها، اللهم إلا أن تكون الأحاديث التي كنا نحفظها في المدارس؟!
إنّ رجلًا يصرّح بنفسه بتحسّره على الأموال التي تُغدق على ضريح الإمام علي في النجف وتمنيه لو أنّ له نصيبًا منها (١) لا يرتجى من ورائه حرصًا على الحقيقة، فللمال بريق ساطع يُذهب بأبصار الطامعين.
إنه لمن العجيب أن يأتي شخص مثل التيجاني بهذا المستوى العلمي والعقلي معًا ليثير الشبهات على الصحابة ويؤصل للأمة طريقًا مظلمًا يعني بكل اختصار قلب كل الانتصارات والفتوحات والمشاهد الإيمانية والنصوص الإلهية إلى صورة قاتمة لا تمت بصلة للوحي ولا للواقع ولا العقل.
إيهٍ أيها التيجاني، لقد حمّلتني حِمْلًا عظيمًا كنت أتحاشاه، وأورثتني همًّا كنت أخشاه، وكيف تقرُّ لي عينٌ وأنا أرى السهام تتقاذف من أوصل إليّ الإسلام؟! وكيف لنفسي أن تهنأ وعِرضُ محمدٍ ﵌ يُنال ويُقذف؟!
لقد أدركت أنّ من الواجب عليّ أن أقف وقفة مشرّفة أمام الله تعالى وأمام نفسي وأمام الأمة الإسلامية، فأنذر نفسي للحقيقة المجرّدة التي لا تعرف الزيف، باذلًا كل ما في الوسع والطاقة لانتشال الحقيقة منك ومن أمثالك من المتاجرين بها أو المأجورين.
_________
(١) قال في ص٥٠ وهو يتحدث عن زيارته للنجف (خرجت وراءه] أي وراء صاحبه العراقي منعم [مدهوشًا وكأنني تمنيت أن يعطوني منها نصيبًا)!
1 / 40