ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genre-genre
لكن المجاهرة بتكفير الصحابة والتشكيك في نزاهتهم وبهذه الصورة المخزية ونشر ذلك في كتب تروّج بين الناس مورثة بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة من شأنه أن يستوقفنا قليلًا عند هذه الشخصية التي تتناول هؤلاء الصحابة، لنتساءل: من هي وإلى ماذا تصبو؟
لقد حدّثنا التيجاني عن شهرته التي تعدّت الحارة إلى المدينة بأسرها أيام طفولته! (١) حتى أصبح لاحقًا أعلم من أهل زمانه بل أعلم من مفتي الجمهورية التونسية نفسه! (٢)
لكنه لم يقنع بهذا كله فزعم أن لم يكن أحد يجاريه حتى شيوخ الأزهر الذين كانوا – على حد زعمه- يحضرون جلساته ودروسه ومحاضراته ويعجبون مما يحفظ من أحاديث وآيات وما يملكه من حجج دامغة لدرجة أنّ الغرور قد ركبه وباعترافه (٣).
ثم تتفاجئ به بعد ذلك بصفحات قليلة يصرّح بعجزه التام عن محاورة صبي من صبية النجف قائلًا: (وعجبت لهذا الصبي الذكي الذي يحفظ ما يقول مثل ما يحفظ أحدنا سورة من القرآن، وقد أدهشني أكثر عندما كان يسرد علي بعض المصادر التاريخية التي يحفظ عدد أجزائها وأبوابها، وقد استرسل معي في الحديث وكأنه أستاذ يعلم تلميذه، وشعرت بالضعف أمامه، وتمنيت لو أني خرجت مع صديقي ولم أبق مع الصبيان) (٤) في إشارة منه إلى أنّ صبية النجف أكثر علمًا من علماء الأزهر ومن مفتي الجمهورية التونسية!
_________
(١) ثم اهتديت ص١٠
(٢) المصدر نفسه ص٢١٩
(٣) المصدر نفسه ص٢٤
(٤) المصدر نفسه ص٥٤
1 / 38