ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genre-genre
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون. وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُون﴾ (١).
فتضمن هذا الكلام ذكر أحوال من دخل في الإسلام من المنافقين، ومن يرتد عنه، وحال المؤمنين الثابتين عليه ظاهرًا وباطنًا (٢).
ثانيًا: إنّ في رواية تصدق الإمام علي بخاتمه ما يدعو للعجب والاستغراب. فالإمام علي كان فقيرًا في عهد النبي ﵌، بالكاد يملك قوت يومه وكسوة أهله حتى اشتكت من ذلك فاطمة الزهراء ﵍ كما هو معروف في كتب الشيعة الإثني عشرية قبل كتب أهل السنة، فمن أين إذًا بلغ ماله الحول حتى يخرج منه الزكاة؟!
ثم إنّ الأصل في الزكاة أن يبدأ بها المُزكّي لا أن ينتظر الفقراء حتى يأتونه ويسألونه حقهم في ماله، وليس الإمام علي بالذي يحتفظ بالزكاة عنده ويحجزها عن فقراء المدينة أو عن أهل الصفة الذين سكنوا المسجد النبوي والذين يراهم ليلًا ونهارًا حين دخوله بيته وحين خروجه منه.
وقد سأل الإمام جعفر الصادق إسحاق بن عمار يومًا: يا إسحاق، كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت؟ قال: يأتوني إلى المنزل فأعطيهم. فقال له: ما أراك يا إسحاق إلا قد أذللت المؤمنين، فإياك إياك، إنّ الله تعالى يقول) من أذل لي وليًا فقد أرصد لي بالمحاربة (٣).
(١) سورة المائدة آية ٥٥ - ٥٦
(٢) مختصر المنهاج ٢/ ٦١٦
(٣) الأمالي لشيخ الطائفة الطوسي ص١٩٥ حديث رقم (٣٣٢) والأمالي للمفيد ص١٧٧ المجلس الثاني والعشرون – حديث رقم (٧).
1 / 238