ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genre-genre
(١) ما ذكره آية الله العظمى الخميني هنا هو عين (التفويض) الذي ذمه أئمة أهل البيت وتبرأوا من القائلين به، والتفويض كما عرّفه الشيخ محمد صالح المازندراني في "شرح أصول الكافي ٩/ ٦١" هو: (التفويض الذي ذهب إليه الفرقة المفوضة الغالية وهو أنّ الله تعالى خلق محمدًا وعليًا، وقيل: سائر الأئمة أيضاَ وفوّض إليهم خلق السموات والأرض وما بينهما وتقدير الرزق والآجال والإحياء والإماتة). والملفت للنظر في موضوع (التفويض) وصلته بفكر الخميني هو عدم تكفير الخميني في "كتاب الطهارة ٣/ ٣٤٠" للمفوضة رغم الأحاديث الصريحة الواردة في حقهم، ورغم إطباق علماء الشيعة على تكفيرهم قديمًا وحديثًا، ولا عجب في هذا فالخميني يتبنى الفكر ذاته ويجاهر به كما بينا، وإليك نص كلامه في "كتاب الطهارة": (وأما القول بالجبر أو التفويض فلا إشكال في عدم استلزامه الكفر بمعنى نفي الأصول إلا على وجه دقيق يغفل عنه الأعلام فضلًا عن عامة الناس، ومع عدم الالتفات إلى اللازم لا يوجب الكفر جزمًا)! قال الشيخ المفيد في "الاعتقادات ص١٠٠": (وروي عن زرارة أنه قال: قلت للصادق (ع): (إنّ رجلا من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض. قال (ع): (وما التفويض)؟ قلت: يقول: إنّ الله ﷿ خلق= = محمدًا ﵌ وعليًا ﵇ ثم فوض الأمر إليهما، فخلقا ورزقا، وأحييا وأماتا. فقال: (كذب عدو الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار﴾. فانصرفت إلى رجل فأخبرته بما قال الصادق (ع) فكأنما ألقمته حجرًا، أو قال: فكأنما خرس). فأين الذين يزعمون براءة الفكر الإثنى عشري من عبد الله بن سبأ من هذه الرواية ومن تسلل الفكر السبئي إلى كبار علماء الشيعة الإثنى عشرية وعلى رأسهم الخميني كما ترى؟!
1 / 106