٨٩ - (رماح الْجِنّ) الْعَرَب تسمى الطَّاعُون رماح الْجِنّ وَجَاء فى الحَدِيث (إِنَّه وخز أعدائكم من الْجِنّ)
وَلما كَانَ طاعون عمواس قَامَ عَمْرو بن الْعَاصِ فى النَّاس خَطِيبًا فَقَالَ يأيها النَّاس إِن هَذَا الطَّاعُون قد ظهر وانما هُوَ وخز من الشَّيَاطِين فَفرُّوا مِنْهُ فى الشعاب وَبلغ ذَلِك معَاذ بن جبل فَأنْكر عَلَيْهِ هَذَا القَوْل ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ فِيهِ
قَالَ الجاحظ وَقد كَانَت الطواعين تقع كثيرا فَتَصِير تواريخ كطاعون عمواس وطاعون العذارى وطاعون الْأَشْرَاف وَغَيرهَا وَلما ملك بَنو الْعَبَّاس رفع الله ببركتهم الطواعين والموتان الجارف عَن بنى آدم فَإِنَّهَا كَانَت تحصد فيهم حصدا وفى ذَلِك يَقُول العمانى للرشيد
(قد أذهب الله رماح الْجِنّ ... وأذهب التَّعْلِيق والتجنى)
يُرِيد أَن مَا كَانَ بَنو مَرْوَان يَفْعَلُونَهُ من مُطَالبَة النَّاس بالأموال وتعذيب عُمَّال الْخراج بِالتَّعْلِيقِ والتجريد قد ذهب
وَقَالَت امْرَأَة قتل ابْنهَا غير أكفائه
(لعمرك مَا خشيت على عدى ... رماح بنى مُقَيّدَة الْحمار)
(ولكنى خشيت على عدى ... رماح الْجِنّ أَو إياك حَار)
كَأَنَّهَا قَالَت إِنَّمَا كنت أخْشَى على ابنى طواعين الشَّام أَو الْحَارِث بن مَالك الغسانى فَأَما من يرتبط الْحمير وَلَا يرتبط الْخَيل فَلم أكن أخشاه
وَقَالَ الْمَنْصُور يَوْمًا لأبى بكر بن عَيَّاش من بركتنا أَن رفع عَنْكُم الطَّاعُون فَقَالَ لم يكن الله ليجمعكم علينا والطاعون
1 / 68