أتبعك على أَن تعلمن مِمَّا علمت رشدا)
وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا كَانَ السَّبَب فِي امتداد عمره وَتَأَخر يَوْمه وَالْعلَّة فى خلوده واتصال حَيَاته أَنه كَانَ على مقدمه ذى القرنين ثمَّ اقتحم الظُّلُمَات وطالبا فِيهَا عين الْحَيَاة الَّتِى من جرع من مَائِهَا جرعة عَاشَ مخلدا وَلم يذقْ الْمَوْت أبدا
قَالُوا فَبَيْنَمَا هم بَين أطباق الظُّلُمَات وفى جو لَا تتخلله الْأَنْوَار إِذْ هجم الْخضر على تِلْكَ الْعين فَشرب مِنْهَا حَتَّى اكْتفى وَلحق ذُو القرنين الْعين وَقد غارت فَلم يجد لَهَا أثرا فانكفأ رَاجعا وَغَابَ عَنهُ الْخضر سائحا وَالله أعلم
٦٥ - (صَبر أَيُّوب) قصَّته فِي الْبلَاء وَالصَّبْر عَلَيْهِ مَشْهُورَة والمثل بهَا سَائِر قَالَ ابْن لنكك
(نَحن من الدَّهْر فِي أَعَاجِيب ... فنسأل الله صَبر أَيُّوب)
(أقفرت الأَرْض من محاسنها ... فابك عَلَيْهَا بكاء يَعْقُوب)
٦٦ - (حوت يُونُس) يشبه بِهِ النهم الأكول الْجيد الالتقام والالتهام كَمَا يشبه بعصا مُوسَى كَمَا كتب أَبُو الْخطاب الصابى إِلَى عز الدولة أَبُو مَنْصُور بختيار على سَبِيل المطايبه وَأمره أَن يتَخَيَّر من أطايب مَا يقرب إِلَيْهِ وَلَا يتَعَذَّر هضمه وَلَا يبطىء استمراؤه وَأَن يعْتَمد صُدُور الدَّجَاج وخواصر الحملان ويتجنب شحوم الكلى فَإِنَّهَا تمنع من الإمعان وَأَن يحاكى حوت يُونُس فِي جودة الالتقام وثعبان مُوسَى فِي سرعَة الالتهام ويبادر الطّرف باستراطه ويسبق النَّفس بازدراده
1 / 55