) فانبعث أشقاها وعقرها بِأَمْر ثَمُود فَرفع السقب رَأسه إِلَى السَّمَاء ورغا بحنين وأنين فَقَالَ لَهُم صَالح ﵇ ﴿تمَتَّعُوا فِي داركم ثَلَاثَة أَيَّام﴾ ثمَّ جَاءَهُم الْعَذَاب فِي الْيَوْم الرَّابِع وأخذتهم الرجفة فَأَصْبحُوا فِي دَارهم جاثمين وَصَارَت نَاقَة الله مثلا سائرا على وَجه الدَّهْر وَرُبمَا قيل لَهَا نَاقَة صَالح وَصَارَ عاقرها مثلا فِي الشقوة والشؤم وَهُوَ أَحْمَر ثَمُود وَصَارَت ثَمُود مثلا فِي الفناء والهلاك
وَمن ظريف التَّمْثِيل بِهَذِهِ الْقِصَّة قَول والى الْيَمَامَة فِي خطبَته أَيهَا النَّاس لَا تجترئوا على الله فَإِنَّهُ لَا يقر على المعاصى عباده وَلَقَد أهلك أمة عَظِيمَة من أجل نَاقَة قيمتهَا ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فَسمى مقوم النَّاقة
وَقد أَكثر النَّاس من ضرب الْمثل بِهَذِهِ النَّاقة وَمن مليح ذَلِك قَول بَعضهم فِي العتاب والأقتضاء
(حوائج النَّاس كلهَا قضيت ... وحاجتى لَا أَرَاك تقضيها)
(أناقة الله حاجتى عقرت ... أم نبت الْحَرْف فِي حواشيها)
وَضرب بهَا ابْن الرومى الْمثل فَقَالَ وَهُوَ يصف إنْسَانا بِشدَّة الْأكل
(شبه عَصا مُوسَى وَلكنه ... لم يخلق الله لَهَا فاها)
(رفقا بزاد الْقَوْم لَا تفنه ... يَا نَاقَة الله وسقياها)
١٨ - (نهر الله) من أَمْثَال الْعَامَّة والخاصة إِذا جَاءَ نهر الله بَطل نهر
1 / 30