102

They Ask You About Contemporary Financial Transactions

يسألونك عن المعاملات المالية المعاصرة

Penerbit

المكتبة العلمية ودار الطيب للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الأولى (أبوديس / بيت المقدس / فلسطين)

Tahun Penerbitan

١٤٣٠هـ - ٢٠٠٩م

Lokasi Penerbit

القدس / أبوديس

Genre-genre

ونقول إن هذا الكلام ليس صحيحًا في تصوير الواقع فالمصرف يشتري حقيقة ولكنه يشتري ليبيع لغيره كما يفعل أي تاجر وليس من ضرورة الشراء الحلال أن يشتري المرء للانتفاع أو القنية أو الاستهلاك الشخصي، والعميل الذي طلب من المصرف الإسلامي أن يشتري له السلعة يريد شراءها حقيقة لا صورة ولا حيلة كالطبيب الذي ذكرنا أنه يريد شراء أجهزة ولجوء مثله إلى المصرف الإسلامي ليشتري له السلعة المقصودة له أمر منطقي لأن مهمة المصرف أن يقدم الخدمة والمساعدة للمتعاملين معه. من ذلك أن يشتري لهم السلعة بما يملك من ماله ويبيعها لهم بربح مقبول. نقدًا أو لأجل وأخذ الربح المعتاد على السلعة لا يجعلها حرامًا وبيعها إلى المشتري بأجل لا يجعلها حرامًا أيضًا.
المهم أن هنا قصدًا إلى بيع وشراء حقيقيين لا صوريين وليس المقصود الاحتيال لأخذ نقود بالربا والقول بأن هذه العملية هي نفس ما يجري في البنوك الربوية وإنما تغيرت الصورة فقط قول غير صحيح. فالواقع أن الصورة والحقيقة تغيرتا كلتاهما فقد تحولت من استقراض بالربا إلى بيع وشراء وما أبعد الفرق بين الاثنين وقد حاول اليهود قديمًا أن يستغلوا المشابهة بين البيع والربا ليصلوا منها إلى إباحة الربا فرد الله تعالى عليهم ردًا حاسمًا بقوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ سورة البقرة الآية ٢٧٥.
على أن تغيير الصورة أحيانًا يكون مهمًا جدًا وإن كانت نتيجة الأمرين واحدة في الظاهر فلو قال رجل لآخر أمام ملأ من الناس: خذ هذا المبلغ واسمح لي أن آخذ ابنتك لأزني بها فقبل وقبلت البنت لكان كل منهم مرتكبًا منكرًا من أشنع المنكرات ولو أنه قال له: زوجنيها وخذ هذا المبلغ مهرًا لها ... فقبل وقبلت لكان كل من الثلاثة محسنًا والنتيجة في الظاهر واحدة ولكن يترتب على

1 / 105