Thematic Interpretation 2 - Al-Madinah University
التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة
Penerbit
جامعة المدينة العالمية
Genre-genre
فجعل يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله ﷺ فقال: ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكم، فأنزل الله: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾».
هذا أبو طلحة الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- وما كان من أمره وأمر أهل بيته -رضوان الله عليهم جميعًا.
ويروي الإمام البخاري في باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، ومن تصدق وهو محتاج أو أهله محتاج أو عليه دين، فالدين أحق أن يقضى من الصدقة والعتق والهبة، وهو ردٌّ عليه ليس له أن يتلف أموال الناس، وقال النبي ﷺ: «من أخذ أموال يريد إتلافها؛ أتلفه الله، إلا أن يكون معروف بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة» كفعل أبي بكر ﵁ حين تصدَّق بماله، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، ونهى النبي ﷺ عن إضاعة المال، فليس له أن يضيّع أموال الناس بعلة الصدقة.
وقال كعب بن مالك ﵁: «قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله ﷺ، قال: أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك، قلت: فإني أُمسك سهمي الذي بخيبر»، ففي هذا الذي ذكره الإمام البخاري ما يُبيّن ما كان من أمر أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- وأنه آثر رسول الله ﷺ والإسلام، ودعوة الإسلام بماله، فتصدق به كله صدقة لله -فرضي الله عنه وأرضاه-، كما أن الأنصار أيضًا آثروا المهاجرين كما سنرى في أحاديث تالية بإذن الله.
كذلك أيضًا في هذا السياق يروي الإمام أحمد بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: «اجتمع أناس من الأنصار فقالوا: آثر علينا غيرنا -أي: آثر علينا رسول الله ﷺ غيرنا- فبلغ ذلك النبي ﷺ فجمعهم ثم خطبهم فقال: يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟ قالوا: صدق الله ورسوله، قال: ألم
1 / 104