124

The Ummah Between the Years of Trial and Action

الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل

Penerbit

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genre-genre

وقال ابن حبان ﵀: الرافق لا يكاد يُسْبَق كما أن العَجِل لا يكاد يَلْحَق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم كذلك من نطق لا يكاد يسلم.
والعَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويَحْمد قبل أن يُجَرِّب، ويَذُّم بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم.
والعَجِل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تُكَنِّي العجلةَ أمَّ الندامات". (١)
وذكر بسنده عن عمر بن حبيب قال: "كان يقال: لا يوجد العجول محمودًا، ولا الغضوب مسرورًا، ولا الحر حريصًا، ولا الكريم حسودًا، ولا الشَّرِه غنيًا، ولا الملول ذا إخوان. (٢) .
وقال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: ما اعتمد أحدٌ أمرًا إذا هم بشيء مثل التثبت؛ فإنه متى عمل بواقعة من غير تأمل للعواقب كان الغالب عليه الندم؛ ولهذا أمر بالمشاورة؛ لأن الإنسان بالتثبت يفتكر؛ فتعرِض على نفسه الأحوال، وكأنه شاور.
وقد قيل: خمير الرأي خير من فطيره.
وأشد الناس تفريطًا من عمل بما ورده في واقعة من غير تثبت واستشارة؛ خصوصًا فيما يوجب الغضب؛ فإنه طلب الهلاك أو الندم العظيم (٣) .

(١) روضة العقلاء ص٢١٦
(٢) روضة العقلاء ص ٢١٧
(٣) صيد الخاطر ص٦٠٥.

1 / 124