53

The Trial of the Killing of Uthman Ibn Affan

فتنة مقتل عثمان بن عفان

Penerbit

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

سيكون ذلك؟ عثمان ﵁ رجل عاقل، حيي - بل شديد الحياء -، لم ينازع في الإمارة لا في جاهلية وفي إسلام، فلم ينازع أشراف مكة الرئاسة، ولم يطمع فيها، فإن خلقه، وسمته يأبيان عليه ذلك، ورغم ذلك فإنه سيكون أميرًا، - وإن كره - لم تدفعه تلك الأخبار إلى التتوق، والتطلع إلى الخلافة، فلم يناقش، ولم ينازع عندما توفي الرسول ﷺ، ولم يتقدم بما معه من أدلة على أنه سيكون خليفة -يوما ما- بإخبار من النبي ﷺ، بل بايع مع باقي المسلمين أبا بكر الصديق، ثم عمر ﵂؛ فإنه يعلم فضلهما عليه وأحقيتهما بالخلافة قبله، وأنه لم يحن وقته. وقضى أيام خلافتيهما، وهو على أحسن سيرة، حتى استشهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ﵁، على يد مجوسي حاقد (^١). وفي تلك الآونة بدأ المجتمع الإسلامي يصيبه بعض التغيير، فالإسلام انتشر وغزا بلاد الفرس، والروم، وفتحت بلادهم، وتظاهر بعض منهم بالإسلام، وأبطنوا الكفر، وكانوا يخططون لهدم الإسلام، والوقيعة بأهله، فكان من ذلك استشهاد عمر ﵁ على يد أحدهم. وفي أثناء مرض عمر بن الخطاب ﵁ على إثر طعنة ذلك العلج المجوسي، دخل عليه عدد من الصحابة ﵃ فقالوا له:

(^١) وهو: أبو لؤلؤة المجوسي، انظر تاريخ الإسلام للذهبي، عهد الخلفاء الراشدين (ص: ٢٨١).

1 / 59