31

The Tolerance of Islam in Dealing with Non-Muslims

سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين

Penerbit

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genre-genre

أما الذنوب الصغائر التي دون الحد فقد يعفى عنها إذا كان الذي وقع بالذنب معروف بالصلاح فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود» (١) . والمعنى أي اعفوا عن أصحاب الخصال الحميدة زلاتهم ما دون الحدود (٢) . ويمكن أن يُعرف هؤلاء من العبادات كحضور صلاة الجماعة بدليل ما ثبت عن أبي أمامة رضى الله عنه «أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدا فأقمه عليَّ قال: توضأت حين أقبلت؟ قال: نعم، قال: هل صليت معنا حين صلينا؟ قال: نعم، قال: اذهب فإن الله تعالى قد عفا عنك» (٣) وهذا الحديث يؤكد الحديث السابق ويبينه. قال النووي وجماعة: إن الذنب الذي فعله كان من الصغائر (٤) . هذا بالنسبة للسماحة والعفو والتيسير في دين الإسلام يقول المستشرق لويس يونغ: إن أشياء كثيرة لا يزال على الغرب أن يتعلمها من الحضارة الإسلامية منها نظرة العرب المتسامحة (٥) .

(١) أخرجه أبو داود في السنن - الحدود - باب في الحد يشفع فيه ج ٤٣٧٥ وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ج ٤٦٥ وابن حبان في صحيحه (الإحسان ح ١٥٢٠) وقواه ابن حجر وحسنه صلاح الدين العلائي (انظر بذل المجهود ١٧ / ٣١٦) وصححه الألباني بمجموع طرقه (السلسلة الصحيحة ح ٦٣٨) . (٢) انظر بذل المجهود ١٧ / ٣١٥ - ٣١٦. (٣) أخرجه أبو داود في السنن - الحدود - باب في الرجل يعترف بحد ولا يسميه ح ٤٣٨١، ومعنى لا يسميه أي: لا يعنيه (بذل المجهود ١٧ / ٣٢٥) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ح ٣٦٨٢. (٤) انظر بذل المجهود ١٧ / ٣٢٦. (٥) انظر العرب وأوربا ص ١٠ نقلًا عن قالوا عن الإسلام ص ٣٢٧.

1 / 31