The Tatars from the Beginning to Ain Jalut
التتار من البداية إلى عين جالوت
Genre-genre
تولي الظاهر بأمر الله الخلافة العباسية وتحسن الأوضاع في عهده
في آخر سنة (٦٢٢هـ) توفي الخليفة الظالم الفاسد المستبد الناصر لدين الله، بعد أن حكم البلاد (٤٧) سنة، وتولى الحكم بعده ابنه الظاهر بأمر الله، وكان على النقيض تمامًا من أبيه، فقد كان رجلًا صالحًا تقيًا، أظهر من العدل والإحسان ما لم يُسبق إلا عند القليل.
حتى قال ابن الأثير: لو قال قائل: إنه لم يل الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقًا، فقد رفع الضرائب الباهظة، وأعاد للناس حقوقهم، وأخرج المظلومين من السجون، وتصدق على الفقراء، حتى قيل في حقه: إنه كان غريبًا تمامًا على هذا الزمان الفاسد.
ثم قال ابن الأثير فيه كلمة في منتهى العجب، فقال: إني أخاف أن تقصر مدة خلافته؛ لأن زماننا وأهله لا يستحقون خلافته، فقد كان المجتمع فاسدًا إلى هذا الحد.
وصدق ظن ابن الأثير، فقد مات الظاهر بأمر الله بعد تسعة أشهر، ومع ذلك فكما يذكر الرواة: رخصت الأسعار جدًا في فترة حكمه، فتحسن الاقتصاد في العراق في تسعة شهور، وهي إشارات لا تخفى على عاقل، فالحمد لله الذي وضع في الأرض سننًا لا تتبدل ولا تتغير.
ثم تولى الحكم بعد الظاهر بأمر الله المستنصر بالله.
3 / 24