81

The Taste of Prayer According to Ibn al-Qayyim

ذوق الصلاة عند ابن القيم

Penerbit

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

يكون الباعث له عليها حظًا من حظوظ الدنيا ألبتة، بل يأتي بها ابتغاء وجه ربه الأعلى، محبة له وخوفًا من عذابه ورجاء لمغفرته وثوابه.
المشهد الثاني: مشهد الصدق والنصح:
وهو أن يفرغ قلبه لله فيها، ويستفرغ جهده في إقباله فيها على الله، وجمع قلبه عليها، وإيقاعها على أحسن الوجوه وأكملها ظاهرًا وباطنًا فإن الصلاة لها ظاهر وباطن فظاهرها: الأفعال المشاهدة والأقوال المسموعة، وباطنها: الخشوع والمراقبة، وتفريغ القلب لله، والإقبال بكليته على الله فيها، بحيث لا يلتفت قلبه عنه إلى غيره، فهذا بمنزلة الروح لها، والأفعال بمنزلة البدن، فإذا خلت من الروح كانت كبدن لا روح فيه.
أفلا يستحي العبد أن يواجه سيده بمثل ذلك، ولهذا تُلف بالثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها، وتقول: ضيعك الله كما ضيعتني، والصلاة التي كمل ظاهرها وباطنها تصعد ولها نور وبرهان كنور الشمس حتى تعرض على الله، فيرضاها ويقبلها وتقول: حفظك الله كما حفظتني (١).
المشهد الثالث: مشهد المتابعة والاقتداء:
وهو أن يحرص كل الحرص على الاقتداء في صلاته بالنبي ﷺ ويصلي كما كان يصلي ويعرض عما أحدث الناس في الصلاة من الزيادة والنقصان والأوضاع التي لم ينقل عن رسول الله ﷺ شيء منها ولا عن أحد من أصحابه، ولا يقف عند أقوال المرخصين الذين يقفون مع أقل ما يعتقدون

(١) ورد هذا المعنى من حديث أنس بن مالك وعبادة بن الصامت، بأسانيد ضعيفة عند الطبراني وغيره.

1 / 87