54

The Taste of Prayer According to Ibn al-Qayyim

ذوق الصلاة عند ابن القيم

Penerbit

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

استفتاح الصلاة وههنا عجيبة من عجائب الأسماء والصفات تحصل لمن تفقه قلبه في معاني القرآن وخالط بشاشة الإيمان بها قلبه، بحيث يرى لكل اسم وصفة موضعًا من صلاته ومحلًا منها. فإنه إذا انتصب قائمًا بين يدي الرب ﵎ شاهد بقلب قيوميته. وإذا قال: الله أكبر شاهد كبرياءه. وإذا قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك» (١) شاهد بقلبه ربًا منزهًا عن كل عيب، سالمًا من كل نقص، محمودًا بكل حمد، فحمده يتضمن وصفه بكل كمال، وذلك يستلزم براءته من كل نقص تبارك اسمه، فلا يُذكر على قليل إلا كثره ولا على خير إلا أنماه وبارك فيه، ولا على آفة إلا أذهبها، ولا على شيطان إلا رده خاسئًا داحرًا، وكمال الاسم من كمال مسماه، فإذا كان هذا شأن اسمه الذي لا يضر معه شيء في الأرض ولا في السماء، فشأن المسمى أعلى وأجل. وتعالى جدك أي: ارتفعت عظمته، وجلت فوق كل عظمة وعلا شأنه على كل شأن وقهر سلطانه على كل سلطان فتعالى جده أن يكون معه شريك في مُلكه وربوبيته أو في إلاهيته، أو في أفعاله أو في

(١) مسلم (٣٩٩) (٥٢) في الصلاة: باب حجة من قال: لا يجهر بالبسملة.

1 / 60