52

The Taste of Prayer According to Ibn al-Qayyim

ذوق الصلاة عند ابن القيم

Penerbit

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

أقسام المصلين فالعاملون يعملون الأعمال المأمور بها على الترويج تحلة القسم، ويقولون: يكفينا أدنى ما يقع عليه الاسم، وليتنا نأتي به ولو علم هؤلاء أن الملائكة تصعد بصلاتهم فتعرضها على الرب ﷻ بمنزلة الهدايا التي يتقرب بها الناس إلى ملوكهم وكبرائهم فليس مَن عَمدَ إلى أفضل ما يقدر عليه فيزينه ويحسنه ما استطاع ثم يتقرب به إلى من يرجوه ويخافه كَمَنْ يعمد إلى أسقط ما عنده وأهونه عليه فيستريح منه ويبعثه إلى من لا يقع عنده بموقع وليس من كانت الصلاة ربيعًا لقلبه وحياة له، وراحة وقرة لعينه وجلاء لحزنه، وذهابًا لهمه وغمه، ومفزعًا إليه في نوائبه ونوازله كمن هي سُحْتٌ لقلبه وقيدٌ لجوارحه، وتكليف له وثقل عليه فهي كبيرة على هذا وقرة عين وراحة لذلك. وقال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: ٤٥، ٤٦] فإنما كبرت على غير هؤلاء لخلو قلوبهم من محبة الله تعالى وتكبيره وتعظيمه والخشوع له وقلة رغبتهم فيه فإن حضور العبد في الصلاة وخشوعه فيها وتكميله لها واستفراغه ووسعه في إقامتها وإتمامها على قدر رغبته في الله.

1 / 58