The Sunna in Confrontation with Falsehoods
السنة في مواجهة الأباطيل
Penerbit
دعوة الحق سلسلة شهرية تصدر مع مطلع كل شهر عربي
Lokasi Penerbit
السَنَة الثانية
Genre-genre
وأما حديث ابن عباس وحديث أبي هريرة وحديث زيد بن ثابت فكلها متكلم في أسانيدها ولم تأت بطرق مقبولة بعتمد عليها.
وأما حديث أبي سعيد - الذي عند مسلم " فقد اختلف العلماء في رفعه ووقفه، قال الحافظ: «وَمِنْهُمْ مَنْ أَعَلَّ حَدِيث أَبِي سَعِيد وَقَالَ: الصَّوَاب وَقْفه عَلَى أَبِي سَعِيد، قَالَهُ الْبُخَارِيّ وَغَيْره» (١). وغلط بعض الرُوَاة فجعله عن أبي سعيد عن النبي ﷺ، وقد أورد ابن عبد البر في كتاب " العلم " (٢) قريبًا من معناه موقوفًا على أبي سعيد من طرق لم يذكر فيها النبي ﷺ.
وبعد التسليم أنها مرفوعة اختلفوا في توجيهها وأهمها قولان: (٣)
١ - أنَّ أحاديث النهي منسوخة بالأحاديث الأخرى التي تبيح كتابة الأحاديث ويجب ألاَّ ننسى بأنَّ هناك حديث واحد صحيح لا غير الذي ينهى عن كتابة الأحاديث علمًا بأنَّ فيه الاختلاف أيضًا - كما رأينا آنفًا - في رفعه ووقفه.
٢ - أنَّ النهي كان خاصًا بكتابة غير القرآن مع القرآن على ورق واحد خشية الالتباس بينهما (٤). وهذا التوجيه الثاني أوجه لإملاء النبي ﷺ على عدد من الصحابة، ولكتابة الصحابة الأحاديث التي بلغت درجة التواتر وإليك نماذج منها:
١ - عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العَاصِ قَالَ: «كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا: أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
(١) " فتح الباري ": ١/ ١٨٥. (٢) " جامع بيان العلم وفضله ": ١/ ٦٤ [انظر " الأنوار الكاشفة " للشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني: ص ٣٥]. (٣) ذكر السباعي عدة أوجه للتوفيق. انظر " السُنَّة ومكانتها في التشريع الإسلامي ": ص ٦١. (٤) " تأويل مختلف الحديث " لابن قتيبة " ص ٢٨٦ و" دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه " للأعظمي: ص ٧٨، ٧٩.
1 / 118