The Story of Life
قصة الحياة
Genre-genre
غزوة ذات السلاسل
وفي جمادى الآخرة وقعت غزوة ذات السلاسل. قيل سميت ذات السلاسل؛ لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا، وقيل لأن بها ماء يقال له السلسل، وكانت بعد غزوة مؤتة. وفيها أن جمعًا من قضاعة تجمعوا وأرادوا أن يدنوا من أطراف المدينة فدعا النبي ﷺ عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيضًا وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار. قال عمرو بن العاص ﵁: بعث إليَّ رسول الله ﷺ فقال: "خذ عليك ثيابك، وسلاحك، ثم ائتني"، فأتيته، وهو يتوضأ، فصعَّد فيَّ النظر، ثم طأطأ، فقال: "إني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة"، قال: قلت: يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله ﷺ، فقال: "يا عمرو، نعم المال الصالح للمرء الصالح". ولما بعثه في ذات السلاسل سأله أصحابه أن يوقدوا نارًا فمنعهم فكلموا أبا بكر، فكلمه في ذلك فقال: لا يُوقِدُ أحد منهم نارًا إلا قذفته فيها. قال: فلقوا العدو فهزموهم، فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم، فلما انصرف ذلك الجيش ذكروا للنبي ﷺ وشكوه إليه، فقال: يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارًا فيرى عدوهم قِلَّتَهُم، وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم. فحمد رسول الله ﷺ أمره.
وفي شعبان بعث رسول الله ﷺ أبا قتادة بن ربعي ﵁ في سرية إلى خَضِرَة؛ وذلك لأن بني غَطَفَان كانوا يحتشدون في خَضِرَة - وهي أرض مُحَارِب بنَجْد - فبعثه ﷺ في خمسة عشر رجلًا، فقَتَل منهم، وسَبَى وغَنِم، وكانت غيبته خمس عشرة ليلة.
1 / 332