The Stick - Among the Rare Manuscripts
العصا - ضمن نوادر المخطوطات
Penyiasat
عبد السلام هارون
Penerbit
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
Genre-genre
(انشقت العصا) العرب تقول: فلان يشق العصا، إذا كان لا يدخل تحت حكم ولا طاعة مخالفًا لأمر الآمرين. ويستعمل شق العصا فيمن يتفرق عنه أحبابه، ويظعن عنه أصحابه فيظهر مكنون سره، ويبوح مخفي أمره (^١)، لضرورة البين الداعية إلى ذلك.
قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري في كتابه المسمى بالقائف (^٢):
«مر ركب بشجرة مورية (^٣)، فاقتضب إنسان منهم عصا ثم شقها، ثم جعل يقتدح قريبًا من الشجرة فأورى الزند فقالت الشجرة: يا هذا ما أسرع ما ظهر سرك، وسوف ترغب الركب في اتخاذ زناد مني، فأحور عيدانًا في أيدي القوم. فقال: لا تلمني، المغرورة، أظهرت سري ضرورة».
وقال قيس بن ذريح:
إلى الله أشكو نيةً شقّت العصا … هي اليوم شتَّى وهي أمسِ جميعُ (^٤)
مضى زمنٌ والناس يستشفعون بي … فهل لي إلى لبني الغداة شفيع
وأول هذه القصيدة:
سقى طللَ الدارِ الذي أنتم بها … حناتم وبل صيّف وربيع (^٥)
_________
- وقال زهير:
ومن لم يصانع في أمور كثيرة … يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
وفي الأصل: «وصربها»، صوابه في حماسة ابن الشجري. وروى بعده في الحماسة:
وقبلك ما هاب الرجال ظلامتي … وفقأت عين الأشوس الأبيان
(^١) باح الشئ يبوح: ظهر. والمخفى، المستور المكتوم، يقال خفيته وأخفيته.
(^٢) ذكره أبو العلاء في تصانيفه التي ألفها، وقال: «كتاب القائف على معنى كليلة ودمنة ألفت منه أربعة أجزاء ثم انقطع تأليفه بموت من أمر بعمله، وهو عزيز الدولة». انظر تعريف القدماء بأبى العلاء.
(^٣) مورية: تورى النار، أي تخرجها. وفي الأصل: «موزية».
(^٤) قصيدة هذه الأبيات تختلط أبياتها بشعر المجنون اختلاطا، وتروى حينا للمجنون، وحينا القيس. القالى ١: ١٣٦ - ١٣٧ والحيوان ٥: ١٩٣ - ١٩٤ وعيون الأخبار ١: ٢٦١ والأغانى ٨: ١٢٦ وحماسة ابن الشجري ١٥٧ - ١٥٨.
(^٥) الحناتم: سحائب سود، الواحدة ختمة. الصيف: المطر الذي يجيء في الصيف.
والربيع: أول مطر يقع بالأرض أيام الخريف، كما في اللسان.
1 / 189