299

The Shia and Ahl al-Bayt

الشيعة وأهل البيت

Penerbit

إدارة ترجمان السنة

Lokasi Penerbit

لاهور - باكستان

Genre-genre

العرب، فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك، ثم قال لي: أخبرني عن الناس خلفك، فقلت: الخبير سألت. قلوب الناس معك وأسيافهم عليك، والقضاء ينزل من السماء والله يغعل ما يشاء" (١).
وأما الحسين:
فلما رأى ﵇ وحدته ورزأ أسرته وفقد نصرته تقدم على فرسه إلى القوم حتى واجههم وقال لهم:
يا أهل الكوفة قبحًا لكم وتعسًا حين استصرختمونا والهين فأتينا موجفين، فشحذتم علينا سيفًا كان في أيماننا، وحششتم علينا نارًا نحن أضرمناها على أعدائكم وأعدائنا، فأصبحتم ألبًا على أولياءكم ويدًا لأعدائكم، من غير عدل أفشوه فيكم، ولا ذنب كان منا إليكم، فلكم الويلات هلا إذ كرهتمونا والسيف ماشيم والجأش ما طاش والرأي لم يستحصد ولكنكم أسرعتم إلى بيعتنا إسراع الدنيا، وتهافتّم إليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها سفهًا وضلة وطاعة لطواغيت الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلونا، ألا لعنة الله على الظالمين،
ثم حرك إليهم فرسه وسيفه مصلت في يده وهو آيس من نفسه" (٢).
وأخيرًا هؤلاء الذين دعوهم إلى كربلاء دعا عليهم كدعاء أبيه على شيعته، فيذكر المفيد:
"ثم رفع الحسين (ع) يده وقال: اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقًا واجعلهم طرائق قددًا، ولا ترضي الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا" (٣).

(١) "الإرشاد" ص٢١٨
(٢) "كشف الغمة" ج٢ ص١٨، ١٩
(٣) "الإرشاد" ص٢٤١، أيضًا "إعلام الورى" للطبرسي ص٩٤٩

1 / 302