158

The Shia and Ahl al-Bayt

الشيعة وأهل البيت

Penerbit

إدارة ترجمان السنة

Lokasi Penerbit

لاهور - باكستان

Genre-genre

وأيضًا ما ذكره سليم بن قيس العامري الشيعي اللعان السباب الخبيث أن عليًا شتم عمر وهدده بقوله: والله لو رمت ذلك يا ابن صهاك لأرجعت إليك يمينك، لئن سللت سيفي لأغمدته دون إزهاق نفسك فرمّ ذلك، فانكسر عمر وسكت وعلم أن عليًا إذا حلف صدق، ثم قال على (ع): يا عمر! ألست الذي هم بك رسول الله وأرسل إلي فجئت متقلدًا بسيفي، ثم أقبلت نحوك لأقتلك فأنزل الله ﷿: ﴿فلا تعجل عليهم إنما نعدّ لهم عدا﴾ قال ابن عباس: ثم إنهم تآمروا وتذاكروا فقالوا: لا يستقيم لنا أمر مادام هذا الرجل حيًا، فقال أبو بكر: من لنا بقتله؟ فقال عمر: خالد بن الوليد، فأرسلا إليه، فقالا: يا خالد! ما رأيك في أمر نحملك عليه؟ قال: احملاني على ما شئتما، فوالله! إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت، فقالا: والله ما نريد غيره قال: فأنى لها، فقال أبو بكر: إذا قمنا في الصلاة، صلاة الفجر، فقم إلى جانبه ومعك السيف، فإذا سلمت فاضرب عنقه، قال: نعم! فافترقوا على ذلك، ثم إن أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي (ع) وعرف إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلاء طويل، فندم على أمره فلم ينم ليلته تلك حتى أتى المسجد وقد أقيمت الصلاة فتقدم فصلى بالناس مفكرًا لا يدري ما يقول، وأقبل خالد بن الوليد متقلدًا بالسيف حتى قام إلى جانب عليّ وقد فطن عليّ ببعض ذلك، فلما فرغ أبو بكر من تشهده صاح قبل أن يسلم يا خالد! لا تفعل ما أمرتك، فإن فعلت قتلتك، ثم سلم عن يمينه وشماله، فوثب علي ﵇ فأخذ بتلابيب خالد وانتزع السيف من يده ثم صرعه وجلس على صدره وأخذ سيفه ليقتله واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالدًا فما قدروا عليه، فقال العباس حلفوه بحق القبر لما كففت فحلفوه بالقبر فتركه وقام فانطلق إلى منزله" (١).
هذا ولقد بالغوا وأكثروا في شجاعته وقالوا: كان يملك من القوة حتى "إن عليًا ركض برجله الأرض يومًا فتزلزلت الأرض" (٢).

(١) كتاب سليم بن قيس العامري ص٢٥٦،٢٥٧
(٢) "تفسير البرهان مقدمة ص٧٤

1 / 161