The Sacred Books of the Jews and Their Influence in Their Deviation: Presentation and Critique

Mahmoud Qaddah d. Unknown
48

The Sacred Books of the Jews and Their Influence in Their Deviation: Presentation and Critique

الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم عرض ونقد

Penerbit

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Nombor Edisi

السنة الثالثة والثلاثون

Tahun Penerbitan

العدد (١١١) ١٤٢١هـ ٢٠٠١م.

Genre-genre

الأحايين أحكام جمعيات أخرى في مكان آخر، ولما كثر التحريف والزيادة قام أحد علمائهم المشهورين وعني بتأليف التلمود ثانية بمعونة تلامذته ومريديه وكتبته، وقضى ستين سنة في التحبير والتحرير والتنقيب والتهذيب، وجاء بعده غيره فسعى سعيه واقتفى خطواته، فتمّ بذلك هذا العمل وجاء كتابًا كبيرًا كما تقدم الكلام، وهو بمثابة انسكلوبيذيا كبيرة"١. ويؤكد لنا ذلك المهتدي السموآل بن يحيى المغربي (المتوفى سنة ٥٧٠هـ) - وكان من أحبار اليهود فأسلم - في كتابه (إفحام اليهود) في بيانه لحقيقة التلمود بقوله: «وكانت اليهود في قديم الزمان تُسمي فقهاءها بالحكماء، وهم الذين يدعون (الحاخاميم)، وكانت لهم في الشام والمدائن مدارس، وكان لهم ألوف من الفقهاء، وذلك في زمان دولة النبط البابليين، والفرس، ودولة اليونان، ودولة الروم، حتى اجتمع الكتابان اللذان اجتمع فقهاؤهم على تأليفهما، وهما (المِشْنا، والتلمود) . فأما المِشْنا، فهو الكتاب الأصغر، وحجمه نحو ثمانمائة ورقة. وأما التلمود، فهو الكتاب الأكبر، ومبلغه نحو نصف حمل بَغْلٍ لكثرته، ولم يكن الفقهاء الذين ألّفوه، في عصر واحد، وإنما ألّفوه في جيل بعد جيل. فلما نظر المتأخرون منهم إلى هذا التأليف، وأنه كلما مرّ عليه جيل زادوا فيه، وأن في هذه الزيادات المتأخرة ما يناقض أوائل هذا التأليف، علموا أنهم إذا لم يقطعوا ذلك ويمنعوا من الزيادة فيه، أدى إلى الخلل الظاهر والمتناقض الفاحش، فقطعوا الزيادة فيه، ومنعوا من ذلك، وحظروا على الفقهاء الزيادة فيه، وإضافة شيء آخر إليه، وحرّموا من يضيف إليه شيئًا آخر، فوقف على ذلك المقدار"٢.

١ انظر: تاريخ الإسرائيليين ص١١٣-١١٤. ٢ انظر: إفحام اليهود ص١٦١-١٦٢.

1 / 359