92

The Rhetorical System Between Theory and Practice

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

Penerbit

دار الطباعة المحمدية القاهرة

Nombor Edisi

الأولى ١٤٠٣ هـ

Tahun Penerbitan

١٩٨٣ م

Lokasi Penerbit

مصر

Genre-genre

وعلى أية حال: فإنهم يحبذون من الكلمات: "ما ارتفع عن الساقط السوقي، وانحط عن البدوي الوحشي" (١). أي أنهم مع نفورهم من الوحشي من الكلمات، فإنهم - أيضًا - ينفرون من السقوط بها إلى درجة الابتدال ولهذا عدل في التنزيل إلى قوله تعالى: ﴿فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ (٢)﴾، لسخافة لفظ الطوب وما رادفه. ولاستثقال جمع الأرض لم تجمع في القرآن الكريم، وجمعت السماء، وحيث أريد جمعها قال تعالى: ﴿ومِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ (٣). وقد عابوا على أبي نواس كلمة الشطار "لابتذالها"، حيث قال: وملحة بالعذل تحسب أنني ... بالجهل أترك صحبة الشطار وقد قسم حازم - في المنهاج - الابتذالي والغرابة، فقال ما ملخصه: الكلمة على أقسام: الأول: ما استعملته العرب دون المحدثين، وكان استعمال العرب له كثيرًا في الأشعار وغيرها، فهذا حسن فصيح. الثاني: ما استعملته العرب قليلًا ولم يحسن تأليفه ولا صيغته فهذا لا يحسن إيراده. الثالث: ما استعمله العرب وخاصة المحدثين دون عامتهم، فهذا حسن جدًا، لأنه خلص من حوشية العرب وابتذال العامة.

(١) ... الوساطة صـ ٢٤. (٢) ... القصص: ٣٨. (٣) الطلاق: ١٢.

1 / 95