المستدرك على معجم المناهي اللفظية

Suleiman Al-Kharashi d. 1443 AH
12

المستدرك على معجم المناهي اللفظية

المستدرك على معجم المناهي اللفظية

Penerbit

دار طيبة النشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lokasi Penerbit

الرياض - السعودية

Genre-genre

المقالة تصدر من اليهود والنصارى وحدهم لم نستغربها منهم؛ لأنَّهم حرفوا كتابهم وبدلوا وغيروا فيه، ولكن الغريب والعجيب أن تصدر هذه المقالة من بعض كتابنا وتنشر في بعض صحفنا، وقد تعقد لها ندوات ومؤتمرات تأثرًا بمقالة الكفار وتنفيذًا لها. أمَّا إن كان المراد بإصلاح الخطاب الديني تغيير الغلط الَّذي يحل من بعض المسلمين في أسلوب الدعوة إلى الله، وفي الاعتداء على النَّاس والغدر في العهد والأمان مع الكفار اللذين يكونان بين المسلمين والكفار، فهذا الأسلوب ليس هو الخطاب الديني؛ لأنَّ الله يقول: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (^١) ويقول لموسى وهارون ﵉ في مخاطبتهما لفرعون: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ (^٢) ويقول جل وعلا: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (^٣) فالذي يخالف هذا التوجه الإلهي في أسلوبه مع النَّاس لا يسمي خطابه هذا الخطاب الديني، وإنَّما هذا خطابه هو، وإنَّما الخطاب الديني: وضع الأمور في مواضعها، وتسمية الأشياء بأسمائها، والتمييز بين أولياء الله وأعداء الله وإنزال النَّاس منازلهم، وتسمية المسلم مسلمًا والمنافق منافقًا والكافر كافرًا والعاصي عاصيًا أو فاسقًا، والتعامل مع كلٍّ ما يليق به من غير ظلم ولا عدوان ولا غلوٍّ، ويجب تقسيم الكفار إلى

(^١) سورة النحل، الآية (١٢٥). (^٢) سورة طه، الآية (٤٤). (^٣) سورة البقرة، الآية (٨٣).

1 / 16