233

The Qur'an and Refutation of the Monk's Criticism

القرآن ونقض مطاعن الرهبان

Genre-genre

عنهم عقائِدَهم وأَحكامَهم، فهذا ادعاءٌ كبيرٌ ليس عليه دَليل. وبهذا نَرى أَنَّ القرآنَ لم يَأخُذْ من الصابئين شيئًا، وأَنَّ الفادي كاذبٌ مُفْتَرٍ عندما ادَّعى ذلك!!. ثانيًا: ما أَخَذَه عن عرب الجاهلية: نَقَلَ الفادي المفترِي أَقوالًا عن بعضِ العلماءِ المسلمين عن أَحوالِ العربِ الجاهليِّين الدينية، مثلِ الشهرستاني في المِلَلِ والنَحَل، والآلوسي في نهايةِ الأَرب، وزَعَمَ أَنَّ الإِسلام جاءَ بها واعتَمَدَها، وأَنَّ محمدًا ﷺ أَخَذَها عنهم، وبذلك صارَتْ حياةُ العربِ الجاهليةُ من مصادرِ القرآن، وهذا معناهُ أَنَّ القرآنَ من عندِ محمدٍ ﷺ، وليس من عندِ الله!!. ومما نَقَلَه عن الشهرستاني والآلوسي عن أحوال العرب الدينيةِ في الجاهليةِ: كانوا يُحَرّمونَ الجمعَ بين الأُختين، ويُحَرِّمونَ نِكاحَ زوجةِ الأَب، ويَحُجّون ويَعْتَمرون، ويَطوفون ويَسعون، ويَغْتسِلون من الجنابة، ويقومونَ بتقليمِ الأَظفار، ونَتْفِ الإِبْط، وحَلْقِ العانة، ويَقْطعون يَدَ السارقِ اليمنى.. وكانوا يَلتزمونَ بدينِ إِبراهيم وإسماعيل ﵉ وكانوا يُوَحِّدونَ اللهَ ولا يُشركونَ به أَحَدًا، ويُصَلّون ويَصومون ويُزَكّون ويَحُجّون، ثم طَرَأَ عليهم الشركُ بعد ذلك. وليس غريبًا أَنْ يَلتزمَ العربُ الجاهليّون بدينِ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ ﵉ فقد بَعَثَ اللهُ إِسماعيلَ رسولًا إِليهم ﵇، والبيتُ الذي بَناهُ إِبراهيمُ وإسماعيلُ ﵉ ما زالَ موجودًا بينهم، وقد كانوا مُوَحِّدينَ لله فترةً من الزمان، ثم طرأَ عليهم الشركُ بعد ذلك، عندما أَدخَل عمرُو بنُ لُحَيّ عبادةَ الأَصنامِ عليهم، ووضعَ الأَصنامَ في الكعبة، وحَتّى بعد شِرْكِهم بالله، بقيتْ فيهم بعضُ الأَحكامِ والقيمِ والأَعرافِ الصحيحة، التي أَخَذوها عن شريعةِ إِسماعيلَ ﵇.

1 / 242