شيطاننا المغوي عدو فاعتصم ... بالله منه والتجى وتعوذ
وعدوك الإنسان دار وداده ... تملكه وادفع بالتي فإذا الذي
فشيطان الإنس، قد ينفع فيه العفو، أو الأمر بالمعروف، أو الإعراض، أو الإحسان. أما شيطان الجن، فلا يعصم منه إلا الاستعاذة بالله منه، لأن شيطان الجن متسلط، لا يريد إلا إغواء الإنسان، وإهلاكه، وهو خفي لا يرى كما قال تعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ (١). ولأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما قال ﷺ «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» (٢).
فامره خطير، وكيده عجيب (٣)، فهو يتدرج بالإنسان - إن وجد سبيلًا إليه - حتى يوقعه بالكفر ويكبه في النار. قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ﴾ (٤)، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ (٥).
وإن لم يستطيع إيصاله إلى الكفر، بل إلى أعظم دركاته، فإنه