مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
Penerbit
مطبعة سفير
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
مدبر (١).
فقد أقام محمد ﷺ براهين عديدة من أخلاقه على صدقه، وأن ما يدعو إليه حق.
٤ - موقفه ﷺ مع الأعرابي الذي بال في المسجد:
عن أنس بن مالك ﵁ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول اللَّه ﷺ إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول اللَّه ﷺ: مَه مَهْ (٢)، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تزرموه (٣)، دعوه»، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول اللَّه ﷺ دعاه فقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر اللَّه، والصلاة وقراءة القرآن»، أو كما قال رسول اللَّه ﷺ.
قال: فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه (٤) عليه (٥).
_________
(١) الإصابة في تمييز الصحابة، ١/ ٥٦٦.
(٢) مه: كلمة زجر، وهو اسم مبني على السكون، معناه: اسكت. وقيل: أصلها: ما هذا؟ انظر: شرح النووي، ٣/ ١٩٣.
(٣) لا تزرموه: أي لا تقطعوا عليه بوله. والإزرام: القطع. انظر: المرجع السابق، ٣/ ١٩٠.
(٤) شنه: أي صبه عليه. انظر: المرجع السابق، ٣/ ١٩٣.
(٥) أخرجه مسلم بلفظه في كتاب الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد وأن الأرض تطهر بالماء من غير حاجة إلى حفرها، ١/ ٢٣٦، (رقم ٢٨٥)، والبخاري مع الفتح، بمعناه مختصرًا في كتاب الوضوء، باب ترك النبي ﷺ والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد، ١/ ٣٢٢، (رقم ٢١٩)، وروايات بول الأعرابي في البخاري في عدة مواضع، ١/ ٢٢٣، ١٠/ ٤٤٩، ١٠/ ٥٢٥.
1 / 68