مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
61

مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

Penerbit

مطبعة سفير

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

والنجاح، والسعادة في الدنيا والآخرة، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (١). المطلب الثالث: مواقف الحكمة الفردية كان النبي ﷺ أحكم خلق اللَّه، فقد كان يتألف الناس ليدخلوا في الإسلام، ويصبر على أذاهم، ويعفو عن إساءتهم، ويقابلها بالإحسان، وله ﷺ مواقف في الكرم، والجود، والعفو، والحلم، والرفق، والعدل، تظهر في النقاط الآتية: ١ - موقفه ﷺ مع ثمامة بن أثال، سيد أهل اليمامة: روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة ﵁ أنه قال: بعث رسول اللَّه ﷺ خيلًا قِبَلَ نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة بن أُثال، سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول اللَّه ﷺ فقال: «ماذا عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي يا محمد خير، إن تقتل تقتل ذا دم (٢)، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول اللَّه ﷺ حتى كان بعد الغد، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: ما قلت لك،

(١) سورة الأحزاب، الآية: ٢١. (٢) معناه: أن تقتل تقتل صاحب دم يدرك قاتله به ثأره لرئاسته وفضيلته، وقيل: معناه تقتل من عليه دم مطلوب به، وهو مستحق عليه فلا عتب عليك في قتله. انظر: فتح الباري، ٨/ ٨٨.

1 / 62