مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
27

مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

Penerbit

مطبعة سفير

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

مهموم على وجهي، فلم أسْتَفِق إلا بقرن الثعالب (١)، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني: فقال: إن اللَّه ﷿ قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال وسلم عليّ، ثم قال: يا محمد! إن اللَّه قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت (٢)؟ إن شئت أن أُطْبِق عليهم الأخشبين». فقال له رسول اللَّه ﷺ: «بل أرجو أن يخرج اللَّه من أصلابهم من يعبد اللَّه وحده لا يشرك به شيئًا» (٣). وفي هذا الجواب الذي أدلى به رسول اللَّه ﷺ تتجلى شخصيته الفذة، وما كان عليه من الخُلق العظيم الذي أمده اللَّه به. وفي ذلك بيان شفقته على قومه، ومزيد صبره وحلمه، وهذا موافق لقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ (٤)، وقوله

(١) وهو ميقات أهل نجد، ويقال له: قرن المنازل، ويعرف الآن بالسيل الكبير. انظر: الفتح، ٦/ ١١٥. (٢) استفهام، أي: فأمرني بما شئت. انظر: فتح الباري، ٦/ ٣١٦. (٣) البخاري مع الفتح في كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه، ٦/ ٣١٢، (رقم ٣٢٣١)، ومسلم بلفظه في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، ٣/ ١٤٢٠، (رقم ١٧٩٥). وما بين المعقوفين من البخاري دون مسلم. (٤) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.

1 / 28