19

The Prophetic Sunnah as Revelation - Khalil Khater

السنة النبوية وحي - خليل خاطر

Penerbit

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

Genre-genre

منزَّلان متلوان، ولا يكون ذلك إلا للوحي. وإن كان تلاوةُ الكتاب الكريم غيرَ تلاوة الحكمة. والله تعالى أعلم. قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (١): ذَكَر الله الكتابَ - وهو القرآن - وذكر الحكمةَ، فسمعتُ مَن أرضى مِن أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمةُ سنةُ رسول الله ﷺ. وهذا يشبه ما قال، والله تعالى أعلم. لأن القرآن ذُكِر، وأُتبعته الحكمةُ، وذَكَر الله مَنَّه على خَلْقه: بتعليمهم الكتابَ والحكمةَ، فلم يَجُز - والله أعلم - أن يُقال الحكمة ههنا: إلا سنة رسول الله ﷺ.اهـ وما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى - ونقله عمن رضي من أهل العلم بالقرآن - ليس مذهبَه فحسب، بل هو مذهبُ عامة السلف والمفسرين (٢)، كما بينت هذا في غير هذا الموضع. والله تعالى أعلم. ٣- لقد تكفل الله تعالى بجمع القرآن الكريم في صدر رسول الله ﷺ، كما تكفل جل شأنه ببيانه، فقال ﷿ ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [سورة القيامة: ١٦ – ١٩] كان رسول الله ﷺ يُحرِّك لسانه أثناء قراءة جبريل ﵇ في نزوله بالوحي عليه ﷺ، مخافةَ أن ينفلت منه، ولا يحفظه، فنُهي ﷺ عن ذلك، وأُخبر أن الله ﷿ هو المتكفل بحفظه في صدره ﷺ، وجريانه على لسانه بعد

(١) الرسالة (٧٨ - ٧٩) وانظر جماع العلم - بحاشية الأم - (٧: ٢٥١) . (٢) انظر: الإمام الشافعي وأثره في الحديث وعلومه، حيث بينت هناك أنه مذهب السلف وعامة المفسرين.

1 / 21