The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي
Penerbit
مؤسسة الرسالة
Nombor Edisi
الأولى ١٤٢٤هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٣م
Genre-genre
جمعت الحجارة لبنائها، كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها، حتى بلغ البنيان موضع الحجر الأسود، فاختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى، حتى تجاوزوا، وتحالفوا، وأعدوا للقتال.
ووصل الأمر بهم إلى أن بني عبد الدار أعدت جفنة وملئوها دما، ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب على الموت، وأدخلوا أيديهم في جفنة الدم؛ إيذانا باستعدادهم للقتال حتى الموت؛ ولذلك سموا "لعقة الدم"، وكل ذلك من حمية العصبية١.
ثم إن أهل مكة فكروا في مصير مكة إذا وقعت الحرب، واشتركت فيها القبائل جميعا، وأخذوا في تدبر الأمر، والبحث عن حل مقبول.
وتوقف العمل خمس ليال بسبب هذا التنافس، إلا أنهم في النهاية اجتمعوا في المسجد الحرام، ورأوا تحكيم أسنهم، وهو أبو حذيفة بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، فتدبر في الأمر، ثم قال لهم: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم فيما تختلفون أول من يدخل من باب هذا المسجد، ويقضي بينكم فيه، يريد به باب "بني شيبة"، وكان يسمى في الجاهلية "باب عبد شمس"، وهو في الإسلام "باب السلام"، فوافقوه على رأيه وانتظروا، فكان أول داخل عليهم رسول الله ﷺ، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر قال ﷺ: "هلموا إليَّ ثوبا"، فأتي به، فأخذ الحجر الأسود فوضعه فيه بيده، ثم قال: "لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، وليمثلها شيخها"، ولما فعلوا كان في ربع عبد مناف عتبة بن ربيعة، وكان في الربع الثاني أبو زمعة بن الأسود بن المطلب، وفي الثالث أبو حذيفة بن المغيرة، وفي الرابع أبو قيس بن عدي٢.
١ البداية والنهاية ج١ ص٣٠٣، ط. دار الفكر العربي. ٢ المرجع السابق ج١ ص١٩٦، ويرى معاوية أنه العاصي بن وائل.
1 / 249