220

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

Penerbit

مؤسسة الرسالة

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٤هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٣م

Genre-genre

وقال ﷺ: "من ادعى بدعوى الجاهلية، فأعضوه بهن أباه ولا تكنوا" أي: سموه بها صراحة بلا كناية. ونادى رجل بالبصرة: يا لعامر! فجاءه النابغة الجعدي بعصبة له، فضربه أبو موسى ﵁ خمسين جلدة. وذلك أن الله ﷿ جعل المؤمنين إخوة، يوالي بعضهم بعضا، ولا يقال إلا كما قال عمر ﵁: يا لله ويا للمسلمين؛ لأنهم كلهم حزب واحد، وإخوة في الدين، إلا ما خص الشرع به أهل حلف الفضول. والأصل في تخصيصه قوله ﷺ: "ولو دعيت به اليوم لأجبت" يريد: لو قال قائل من المظلومين: يا لحلف الفضول لأجبت، وذلك أن الإسلام إنما جاء لإقامة الحق ونصرة المظلومين، فلم يزدد به هذا الحلف إلا قوة. وقوله ﷺ: "وما كان من حلف في الجاهلية، فلن يزيده الإسلام إلا شدة" ليس معناه: أن يقول الحليف: يا لفلان، لحلفائه، فيجيبوه، بل الشدة التي عنى رسول الله ﷺ إنما هي راجعة إلى معنى التواصل والتعاطف والتآلف. وأما دعوى الجاهلية، فقد رفعها الإسلام إلا ما كان من حلف الفضول كما قدمنا، فحكمه باقٍ، والدعوة به جائزة، وقد ذهبت طائفة من الفقهاء إلى أن الحليف يعقل مع العاقلة إذا وجبت الدية لقوله ﷺ: "وما كان من حلف في الجاهلية، فلم يزده الإسلام إلى شدة" ١..

١ الروض الأنف ج١ ص١٦٠، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ج٢ ص١٨٤.

1 / 232