The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
Penerbit
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
Nombor Edisi
الأولى ١٤٢٤هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٤م
Genre-genre
عليه، فليؤذن بها، فإنه أندى صوتًا منك".
فلما أذن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب، وهو في بيته فخرج على رسول الله ﷺ، وهو يجر رداءه، وهو يقول: يا نبي الله، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى، فقال رسول الله ﷺ: "فلله الحمد على ذلك" ١.
لقد آخى النبي ﷺ بينهم فصارت الأخوة رباطًا يربط المسلم بأخيه، ويلزمه بواجبه نحوه، ويجعل العلاقة بينهما كلها حب، وبر، وتكريم، وعلت أخوة العقيدة على أخوة النسب والمصاهرة، وخلا المجتمع من أي صورة غير إسلامية في أي ناحية من نواحي الحياة وأصبح الكل يحافظ على دين الله تعالى بلا مخالفة، أو تردد، ويكتفي به كفاية يعيش بها، ويعمل لها حتى أن أهل الذمة أقروا بحق الله عليهم، واستسلموا لحكم رسول الله ﷺ وعاشوا بعهد الذمة آمنين في الدولة المسلمة، ولم يتمردوا على المسلمين إلا بعد أن لعب بهم الهوى، وأضلهم شيطانهم، وكان الله لهم بالمرصاد، فدل رسول الله ﷺ على خيبة أنفسهم، فكان أن طهر الرسول ﷺ المدينة منهم حتى صارت مدينة خالصة لله ورسوله وأخذت عناصر تنظيم المجتمع تتفاعل، وتؤدي دورها في إطار منهج الله تعالى:
- فالإسلام هو المحرك للحياة، والأحياء.
- والرسول هو رائد الخير، وقائد الناس.
- والمسلمون هم الصورة العملية لدين الله تعالى.
وبذلك قام المجتمع الإسلامي، وظهرت معالمه، واستحق أن ينزل في وصفه قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ ٢.
واطلع الله على قلوب وأعمال الجماعة المؤمنة فكان معهم بالنصر، والتأييد، ويسر لهم بقدرته أمر الحياة والمعاش وخصهم بما استحقوه من العون، والتوفيق، والسداد.
١ السيرة النبوية ج١ ص٨٠٥. ٢ سورة آل عمران الآية ١١٠.
1 / 222