The Prophetic Biography and the Call in the Civil Era
السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
Penerbit
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
Nombor Edisi
الأولى ١٤٢٤هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٤م
Genre-genre
ومن تدبر صفة نومه ويقظته ﷺ وجده أعدل نوم وأنفعه للبدن، فإنه كان ينام على الفراش تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة، وكان له بساط ينام عليه بعد أن يثنيه ثنيتين، وكانت وسادته جلدًا حشوها ليف، وإنه كان ينام أول الليل ويستيقظ النصف الثاني لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ .
فيحمد الله تعالى ويكبره، ويدعوه، ويستاك، ثم يقوم إلى وضوءه، ثم يقف للصلاة بين يدي ربه ﷿ خاشعًا، راهبًا، متدبرًا.
وقد حدد الله ﷿ أوقات النوم في اليوم والليلة التي يجب فيها الاستئذان إذ قال ﷾: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ ١.
وكان من هدي النبي ﷺ النوم وقت القيلولة٢.
- عن أنس ﵁ قال: إن أم سليم كانت تبسط للنبي ﷺ نطعًا٣ فيقيل عندها على ذلك النطع٤.
- وعن أنس قال: قال ﷺ: "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" ٥.
ورسول الله ﷺ بذلك يخبرنا بأن هذا وقت لا تهدأ فيه الشياطين، بل تزداد ثورة في وقت الظهيرة، لأنها خلقت من نار السموم، فمن المستحب أن ننام، ونريح جسدنا في وقت القيلولة، حتى نستعد لقيام الليل، وكان هذا دأبه، وعمله، ﷺ حتى
١ سورة النور: ٥٨. ٢ القيلولة: وقت الظهيرة. ٣ نطعًا: بساط من الجلد. ٤ صحيح مسلم بشرح النووي. ك الفضائل ج٥ ص١٨٤ الشعب. ٥ قال الألباني في الجامع: رواه الطبراني وأبو نعيم بسند حسن. حديث رقم ٤٤٣١.
1 / 185