The Prophetic Biography and Islamic History

Abdel Shafi Muhammad Abd al-Latif d. Unknown
100

The Prophetic Biography and Islamic History

السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي

Penerbit

دار السلام

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٨ هـ

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

وبعد أن قسم النبي غنائم حنين على أصحابه عاد إلى المدينة مظفرا في شهر ذي الحجة ليتابع الموقف في الشمال مع الروم، وهنا جاءته الأخبار بأن الروم يستعدون للهجوم على ديار الإسلام، فكانت غزوة تبوك في رجب من العام التاسع للهجرة. * الأسباب المباشرة لغزوة تبوك: السبب المباشر لغزوة تبوك يرويه ابن سعد في الطبقات على النحو التالي فيقول: «بلغ رسول الله ﷺ أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام، وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة، وأجلبت معه لخم وجذام وعاملة وغسان وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء، فندب رسول الله ﷺ الناس إلى الخروج، وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وذلك في حر شديد» «١» . كان النبي إذن يرصد كل تحركات الروم وحلفائهم من العرب في هذه الجبهة الخطرة من جبهات العداء للإسلام، فجاءته الأرصاد بأن الروم بدؤوا يتحركون ضد المسلمين، فأعلن عن غزوهم؛ لأنه ما كان ممكنا أن ينتظر حتى يهاجموه في المدينة. هذا هو السبب المباشر لغزوة تبوك. أما الأسباب الحقيقية الكامنة فهي أن الروم منذ أعلنوا الحرب على المسلمين في مؤتة صراحة، وحاولوا إبادتهم، فإنهم فتحوا بأنفسهم باب الحرب بينهم وبين المسلمين، وكان قتالهم واجبا على المسلمين لرد العدوان، والدفاع عن العقيدة والنفس؛ لأن الله يأمرهم بذلك فيقول تعالى: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [البقرة: ١٩٠] . فحتى لو لم يتحركوا تحركا مباشرا لوجب قتالهم؛ لأنهم بدؤوا بتحريض العرب ضد الإسلام. ثم حاربوهم صراحة في مؤتة، وهذا إصرار منهم على مقاومة الإسلام والعدوان على المسلمين. وجاء الإذن الصريح بقتالهم في السورة التي صاحبت غزوة تبوك، وهي سورة التوبة. «وهذه السورة من أواخر ما نزل من القرآن- إن لم تكن هي آخر ما نزل من القرآن- ومن ثم تضمنت أحكاما نهائية في العلاقات بين الأمة المسلمة وسائر الأمم في الأرض..» «٢» .

(١) راجع عن غزوة تبوك المصادر الآتية: ابن سعد- الطبقات (٢/ ١٦٥)، الطبري- تاريخ الأمم والملوك (٣/ ١٤٢)، وابن كثير- البداية والنهاية (٥/ ٢)، وابن الأثير- الكامل (٢/ ٢٧٦، ٢٧٧) . (٢) سيد قطب- في ظلال القرآن (٢/ ٨١) .

1 / 122