The Phenomenon of Reciprocity in Arabic Grammar
ظاهرة التقاص في النحو العربي
Penerbit
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Genre-genre
مُوَافقَة الْجَرّ النصب فِيمَا لَا ينْصَرف، كموافقة النصب الْجَرّ فِي التَّثْنِيَة وَالْجمع فَلَيْسَ الِاتِّفَاق للْبِنَاء، وَإِنَّمَا هُوَ لِاجْتِمَاع النصب والجر فِي كَونهمَا فضلتين، وَفِي كَونهمَا كاملتين بعد اسْتِعْمَال الْجُمْلَة المتضمنة للْفِعْل، أَو معنى الْفِعْل بجزئيها اللَّذين هما الْحَدث والمحدث عَنهُ، وَمن ثمَّ اتفقَا أَيْضا فِي بَاب الضَّمِير١.
وَمِمَّا يُقَوي هَذِه الظَّاهِرَة ويؤكد تحقيقها فِي هَذَا الْموضع وجود شبه بذهن عَلامَة كل من النصب والجر. فالفتحة تشبه الكسرة وَإِن اخْتلف موضعهَا. كَمَا أَن الْيَاء لَا يتَغَيَّر وَضعهَا سَوَاء أَكَانَت عَلامَة للجر، أم عَلامَة للنصب، وَإِن اخْتلفت حَرَكَة مَا قبلهَا وَمَا بعْدهَا فِي التَّثْنِيَة وَالْجمع.
_________
١العسكريات ١٥٣.
ثَانِيًا: فِي إِبْدَال بعض الْحُرُوف من بعض إِبْدَال الْهمزَة من الْهَاء ... ثَانِيًا: فِي إِبْدَال بعض الْحُرُوف من بعض: ١- إِبْدَال الْهمزَة من الْهَاء: من حُرُوف الْإِبْدَال القياسي الْهمزَة وَالْهَاء، لِأَنَّهُمَا من حُرُوف "هدأت موطيا" وهما يتبادلان الْإِبْدَال، بِمَعْنى أَن الْهَاء قد تبدل همزَة، كَمَا أَن الْهمزَة قد تبدل هَاء. فإبدال الْهمزَة من الْهَاء يكون فِي الِاسْم والحرف. فإبدالها من الْهَاء فِي الِاسْم جَاءَ فِي قَوْلهم: مَاء وَشاء٢. وَالْأَصْل موه وشوه. قلبت الْوَاو ألفا، وأبدلت الْهمزَة هَاء. وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي الْجمع. قَالُوا فِي جمع مَاء: أمواء، وَالْأَصْل أمواه، وَإِذا ثَبت أَن أَصْلهَا هَاء، ثَبت أَن الْهمزَة مبدلة عَنْهَا قَالَ الشَّاعِر: وبلدة قالصة أمواؤها ... مَا صِحَة رأد الضُّحَى أفياؤها٣ وَالدَّلِيل على أَن هَذِه الْهمزَة مبدلة من الْهَاء، رُجُوعهَا فِي التصغير والتكثير، قَالُوا فِي تَصْغِير مَاء مُوَيه، وَفِي جمعه مياه وأمواه. والتصغير والتكثير يردان الْأَشْيَاء إِلَى أُصُولهَا. وَقد أكد ابْن عُصْفُور إِبْدَال الْهمزَة من الْهَاء بقوله: "وَإِنَّمَا جعلت الْهَاء هِيَ الأَصْل، _________ ١العسكريات ١٥٣. ٢ أنظر سر الصِّنَاعَة١ / ١١٣. والتبصرة ٨١٥ وَشرح الْمفصل لِابْنِ الْحَاجِب٢/ ٣٩٦. والممتع١ / ٣٤٨وَابْن يعِيش ١٠/١٥ والأشباه والنظائر ١/ ١٣٥والأشموني والصبان٤/ ٢١٣، ٢٢٣. ٣ سر الصِّنَاعَة ١/١١٣ وَشرح الشافية ٣/ ١٠٨ والممتع١ / ٣٤٨وَشرح الْمفصل لِابْنِ الْحَاجِب ٢/ ٣٩٦ وَابْن يعِيش ١٠/١٥.
ثَانِيًا: فِي إِبْدَال بعض الْحُرُوف من بعض إِبْدَال الْهمزَة من الْهَاء ... ثَانِيًا: فِي إِبْدَال بعض الْحُرُوف من بعض: ١- إِبْدَال الْهمزَة من الْهَاء: من حُرُوف الْإِبْدَال القياسي الْهمزَة وَالْهَاء، لِأَنَّهُمَا من حُرُوف "هدأت موطيا" وهما يتبادلان الْإِبْدَال، بِمَعْنى أَن الْهَاء قد تبدل همزَة، كَمَا أَن الْهمزَة قد تبدل هَاء. فإبدال الْهمزَة من الْهَاء يكون فِي الِاسْم والحرف. فإبدالها من الْهَاء فِي الِاسْم جَاءَ فِي قَوْلهم: مَاء وَشاء٢. وَالْأَصْل موه وشوه. قلبت الْوَاو ألفا، وأبدلت الْهمزَة هَاء. وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي الْجمع. قَالُوا فِي جمع مَاء: أمواء، وَالْأَصْل أمواه، وَإِذا ثَبت أَن أَصْلهَا هَاء، ثَبت أَن الْهمزَة مبدلة عَنْهَا قَالَ الشَّاعِر: وبلدة قالصة أمواؤها ... مَا صِحَة رأد الضُّحَى أفياؤها٣ وَالدَّلِيل على أَن هَذِه الْهمزَة مبدلة من الْهَاء، رُجُوعهَا فِي التصغير والتكثير، قَالُوا فِي تَصْغِير مَاء مُوَيه، وَفِي جمعه مياه وأمواه. والتصغير والتكثير يردان الْأَشْيَاء إِلَى أُصُولهَا. وَقد أكد ابْن عُصْفُور إِبْدَال الْهمزَة من الْهَاء بقوله: "وَإِنَّمَا جعلت الْهَاء هِيَ الأَصْل، _________ ١العسكريات ١٥٣. ٢ أنظر سر الصِّنَاعَة١ / ١١٣. والتبصرة ٨١٥ وَشرح الْمفصل لِابْنِ الْحَاجِب٢/ ٣٩٦. والممتع١ / ٣٤٨وَابْن يعِيش ١٠/١٥ والأشباه والنظائر ١/ ١٣٥والأشموني والصبان٤/ ٢١٣، ٢٢٣. ٣ سر الصِّنَاعَة ١/١١٣ وَشرح الشافية ٣/ ١٠٨ والممتع١ / ٣٤٨وَشرح الْمفصل لِابْنِ الْحَاجِب ٢/ ٣٩٦ وَابْن يعِيش ١٠/١٥.
1 / 160