The Path to Islam
الطريق إلى الإسلام
Penerbit
دار بن خزيمة
Nombor Edisi
الثانية
Genre-genre
قصة البشرية
تبدأ قصة البشرية منذ أن خلق الله أبا البشر آدم ﵇ حيث خلقه الله بيده الكريمة من طين، ونفخ فيه من روحه، وعَلَّمَهُ أسماء الأشياء كلها من الطيور، والدواب، وغير ذلك، وأَمرَ الملائكة أن يسجدوا لآدم؛ زيادة في التكريم والتشريف، فسجدوا كلُّهم إلا إبليس أبى واستكبر، فأهبطه الله من ملكوت السموات، وأخرجه ذليلًا مدحورًا، وقضى عليه باللعنة، والشقاء والنار.
وبعد ذلك سأل إبليسُ ربَّه أن يُنظِره إلى يوم القيامة، فقال الله - تعالى -: ﴿إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ﴾ [الأعراف: ١٥]، فقال إبليس: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ﴾ [ص:، ٨٢ ٨٣]، وقال: ﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف:، ١٦ ١٧]، فقال الله ﷿: ﴿اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الأعراف: ١٨]، فأخرجه الله من الجنة، وأعطاه القدرة على الوسوسة والإغواء، وأمهله إلى يوم القيامة، ليزداد إثمًا، فتعظم عقوبته، ويتضاعف عذابه، وليجعله الله مَحَكًَّا يتميز به الخبيث من الطيب.
ثم بعد ذلك خلق الله من آدم زوجَه حواء؛ ليسكن إليها، ويأنس بها، وأمرهما أن يسكنا دار النعيم الجنة التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،
1 / 5